شهدت العاصمة الدانمركية كوبنهاجن يوم أمس السبت 4 تموز/ يوليو، مظاهرة حاشدة رفضاً لمُخطّط الضم، نظمتها عدّة مؤسّسات وجمعيات دانمركية بمُشاركة أبناء الجالية الفلسطينية.

وحسبما أفادت مصادر إعلامية، فإنّ المظاهرة انطلقت من ساحة ما يُسمى (إسرائيل) لتستقر أمام البرلمان الدنماركي، في حين أدان المشاركون التمييز العنصري التي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني، مُطالبين الحكومة الدانمركية بالوقوف مع الشعب الفلسطيني والضغط على الاحتلال من أجل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين.

بدورها، قالت د.ميتة اديث (Mette Edith) الباحثة والناشطة في الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في الدنمارك ومقاطعة الاحتلال، إنّ "هذه التظاهرة جاءت للتضامن مع الشعب الفلسطيني في فلسطين والدنمارك وفي كل أوروبا، وكانت التظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستعمار".

وأشارت د. اديث خلال حديثها مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أنّها شاركت في التظاهرة من أجل التضامن مع أصدقائها الفلسطينيين الموزعين في لبنان وسوريا وبريطانيا، وأيضاً "لأنّني أعمل في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين".

ولفتت إلى أنّ "التظاهرة أيضاً خرجت رفضاً لمخططات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. ونحن في الدنمارك الدولة الصغيرة دائماً نتضامن مع فلسطين، ومن المهم أن تتضامن هذه الدول مع فلسطين وترفض مخططات الاحتلال، ومن المفترض الضغط دائماً على حكوماتنا من أجل الضغط على الاحتلال لرفض الاستعمار".

وبيّنت أنّ "رسالة المتضامنين في التظاهرة كانت لرفض سياسات الاحتلال، وتحدّثنا عن الفلسطينيين ليس في فلسطين فقط، بل عن كافة الفلسطينيين في الخارج، وأنّ الفلسطينيين لديهم حق في العودة، وكان هدفنا ليس إنهاء الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، ولكن تحقيق العودة إلى بيوتهم كحق تاريخي نحن معه".

ورأت اديث أنّه "من اللازم عمل ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، ونحن يجب أن نعمل كنشطاء وأكاديميين جامعيين على مقاطعة السياسة والثقافة والاقتصاد الإسرائيلي".

وحول إمكانية مواجهة مشاريع الاحتلال الصهيوني في احتلال المزيد من الأراضي، قالت إنّ "من الصعب تحقيق ذلك لأننا خارج فلسطين، ولكننا في ذات الوقت في مركز الاستعمار الأوروبي بحكم أننا بجوار الدولة الألمانية، وبجوار البحر تقع الدولة البريطانية، فنحن لسنا في مأمن من الاستعمار الأوروبي، ونشعر أنّه من المهم أن تأتي هذه التظاهرة التي تؤكّد وهي دليل على أنّ هناك مقاومة برغم قساوة الجو الماطر، وهناك أفكار بين الشعب في الدنمارك وفي كوبنهاغن بأنّ هذا الشيء مهم وكلنا مسؤولين".

وأكَّدت أيضاً أنّه "يمكن العمل ضد الاحتلال ونحن في أوروبا، مثل فرض العقوبات والمقاطعة الضرورية لهذا الاحتلال، فمثلاً إذا كنّا نعمل في أي مهنة فيجب أن نقاطع إسرائيل من كافة النواحي"، مُشددةً على أنّ "هناك تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني وحقوقه في الدنمارك، ولكن هذا التعاطف يكون بشكلٍ قليل من الشعب الدنماركي لأنّ أغلبهم لا يعرف شيئاً عن التاريخ الفلسطيني، ولا يعرفون عن النكبة، لأنّه حتى في المدرسة والمرحلة الثانوية كانوا يتعلمون فقط تاريخ اليهود وتاريخ إسرائيل".

وأشارت أيضاً أنّه "لا يوجد مكان موحّد لكافة اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من اللاجئين وهذا بفعل العنصرية الموجودة، ولذلك نقول أنّه يجب إعادة اللاجئين إلى بيوتهم الحقيقية بعيداً عن المعاناة التي يعانونها اليوم، وفي الدنمارك لا تتوفر كل الحقوق للاجئ الفلسطيني في ظل العنصرية في الدنمارك".

وتابعت د. اديث: "الجيش الإسرائيلي يرتكب الجرائم بحق الفلسطينيين في غزة وفي كل مكان، لذلك نفكّر في هذا العام 2020 أنّه من المهم أن يعرف الشعب الدنماركي والشعب في أوروبا عموماً بهذه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".

وختمت حديثها مع موقعنا بالقول: "في هذا الصيف سننظّم عدّة فعاليات لنشر الوعي السياسي بين الشباب من أجل المناداة بحرية الفلسطينيين وغيرهم من اللذين يتعرضون للعنصرية في العالم".

كما وشهدت هولندا، يوم أمس، تظاهرة نفّذها المئات من أبناء الجالية الفلسطينية والعديد من المتضامنين الأجانب وأبناء الجاليات الأخرى، وذلك رفضاً لمُخطّط الاحتلال الصهيوني بضم أراضي من الضفة المحتلة، ورفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ويافطات منددة بهذه الخطّة وغيرها من الخطط التصفوية.

يُشار إلى أنّ هذه الوقفات والتظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة لمخططات الاحتلال "الإسرائيلي" تتنامى يوماً بعد يوم، في حين لم تشهد معظم الدول العربية والإسلامية مثل هذه التظاهرات الداعمة لفلسطين وحقها في الوجود ومقاومة الاحتلال وفق الأعراف والشرائع الدولية.

1111.jpg
111.jpg
11.jpg
متابعات/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد