ربما مرَّ في حياة أغلبيتنا أشخاصٌ يحلمون بتحقيق نجوميةٍ وشهرةٍ عالمية من وراء الاحتراف في كرة القدم، فهم موجودون في كل مكان، وأيضاً هناك من يحلم بذلك داخل المُخيّمات الفلسطينية في قطاع غزة، لكنّ واقع الفقر وعدم وجود رعاة رياضيين قد يقفان عقبة كبيرة أمام أي حلم هناك.
يقول محمود رضوان وهو الذي يدرّب الناشئين في نادي خدمات جباليا لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ "الإمكانيات شحيحة، ونلاقي صعوبة أيضاً في توفير اللاعبين، وهناك أمور كثيرة تقف أحياناً عائقاً أمامنا للنجاح".
وأضاف رضوان أنّ "هناك معيقات مادية كثيرة مثل: توفير الكرات لأن ثمنها كبير جداً، ونحن هنا في النادي بالكاد نستطيع توفير من 4 إلى 5 كرات، وأيضاً توفير الأدوات الرياضية الخاصة بالتدريبات"، لافتاً إلى أنّ "الإمكانيات المادية هنا في النادي شحيحة جداً".
وأشار رضوان إلى أنّ "نادي خدمات جباليا كان في المرتبة الثانية على مستوى قطاع غزّة مرتين على التوالي في البطولة التي نظمها الاتحاد بإمكانياتنا القليلة فقط، كنّا في هذه الصالة الصغيرة نتدرّب في كرات غير أصليّة وغير مُخصصة للتمارين، والحمد لله كانت تمشي الأمور".
أحلامٌ يافعة تموت ببطء
ما تحدّث به المدرّب رضوان من جباليا، لا يختلف كثيراً عمّا هي الصورة عليه في مُخيّم الشاطئ، فالفقر لا يسمح للاجئين الفلسطينيين بتسجيل أبنائهم في أكاديمياتٍ رياضية خاصة، كما أنّ الحصار ينهش جسد الأندية الشعبية المتهالكة أصلاً، والنتيجة أحلامٌ يافعة تموت ببطء.
مدرّب حراس نادي خدمات الشاطئ أحمد أبو سليمان، قال: إنّ "الحصار والقهر وقلة الرواتب والأموال أصبحت عبئاً نفسياً على اللاعب وعلى أسر اللاعبين، ونحن بأقل الإمكانيات نحاول تخريج لاعبين ونوجد لهم ظروفاً نفسية يتمكنون فيها من النجاح في مجال الرياضة".
وأوضح أبو سليمان لـ"بوابة اللاجئين"، أنّ "عائلة اللاعب تكون فقيرة، وهو يريد لعب الكرة، فمن الممكن أن يمنعه الأهل بسبب حالتهم الاقتصادية ودفع للبحث عن عمل كي يُعيل العائلة".
أمَّا اللاعب في نادي الشاطئ مصطفى جحجوح، أكَّد لموقعنا أنّه "يلعب منذ خمس سنوات في النادي لكنه حتى الآن في نفس المستوى الكروي، يعني لا بطلعونا ولا بنزلونا، وبفعل الحصار بنضل نلعب في نفس النادي".
أحلامنا بسيطة
وتابع جحجوح: "نحن أحلامنا بسيطة، نريد أن نخرج ونلعب في ملاعب في الخارج لو بفتحولنا المجال، بس برضه الحصار مسكّر علينا".
من جهته، بيّن رئيس نادي خدمات الشاطئ د.عميد عوض، أنّ "نادي خدمات الشاطئ كانت تُلعب فيه ألعاب رياضية عديدة، إلا أنّه وفي الظروف الحالية والوضع الاجتماعي والمالي والاقتصادي تم تقليص الكثير من الألعاب في نادي خدمات الشاطئ".
وأردف د.عوض بالقول: "اليوم يعني تقريباً موجود في النادي لعبة كرة القدم والكاراتيه، وموجود فيه الألعاب الفردية القتالية"، مُطالباً "المجلس الأعلى للشباب والرياضة والحكومة في غزة ليقوموا بدورهم تجاه الرياضة في فلسطين وفي قطاع غزّة خصوصاً".
كما أكَّد د.عوض خلال حديثه لموقعنا "اليوم وضع الأندية تعيس جداً، يعني الفِرَق بتلعب بدون أي عائد مادي نهائياً، يعني شو 12 ألف شيكل جاؤوا كمساعدة مالية وليس كمنحة مالية، يعني تقريباً 4 آلاف دولار، لمين هدول، ولمين بدنا نعطيهم بالزبط؟".
وتمنّى د.عوض في ختام حديثه، أنّ ""يعيش كافة أطفال المُخيّمات الفلسطينيّة حياتهم بالشكل السليم والصحيح، ويكون هناك اهتماماً صحياً بهم ومن ناحية التغذية حتى يكبرون ويترعرعون ويبتكرون كل شيء مفيد لهذا المجتمع".
جدير بالذكر، أنّ قطاع غزّة بمُخيماته بوجهٍ عام يُعاني من قلة الأماكن المفتوحة والمناطق الترفيهيّة والمساحات الخضراء، وهو ما ينعكس بالتأكيد سلباً على حياة السكّان لا سيما الأطفال منهم، وأيضاً في ظل ظروفٍ معيشيةٍ قاهرة بفعل عواملٍ عديدة لعل أبرزها الحصار "الإسرائيلي" المفروض منذ أكثر من 13 عاماً على التوالي.
شاهد التقرير