يواصل الأسير ماهر الأخرس (49 عاماً) من جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 80 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداري، وسط ظروفٍ صحية صعبة.
مساء أمس الثلاثاء، اقتحمت قوات أمن السلطة مقري الصليب الأحمر في مدينتي رام الله وجنين بالضفة الغربية المحتلة واعتدت على المتضامنين مع الأسير ماهر الأخرس وسحلتهم وأخرجتهم من المقرات بالقوة.
واقتحمت قوات أجهزة أمن السلطة مقري الصليب الأحمر وطردوا جميع المتضامنين مع الأسير الأخرس وصادروا كافة ممتلكاتهم من أغطية وفراش، إذ قامت مجموعة كبيرة من رجال أمن السلطة عددهم 30 عنصر بلباس عسكري ومسلحين بمسدسات باقتحام مقر الصليب الأحمر في رام الله وقاموا بطرد المعتصمين بالقوة.
قوات أمن السلطة اقتحمت مقر الصليب الأحمر، واعتدت على المعتصمين بالضرب والسحل.
من جهتها، استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "قيام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالاعتداء على المعتصمين داخل مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدن جنين ورام الله وطولكرم مساء الثلاثاء، وإخراجهم بالقوة والاعتداء عليهم بالضرب والسحل لفض اعتصامهم الداعم للأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس".
وأكَّدت الحركة في بيانٍ لها، على "إدانتها لهذا العمل الذي يتزامن مع دخول إضراب الأسير الأخرس يومه الثمانين، ومع الإعلان عن تدهور خطير طرأ على صحته"، مُشددةً على أنّ "أقدمت عليه أجهزة أمن السلطة في رام الله وجنين وطولكرم، يؤكّد مُجدداً أنّها لم تغادر مربع التنسيق الأمني الذي يخدم أهداف الاحتلال الصهيوني، وأنها تتبادل الأدوار مع العدو في قمع أبناء شعبنا ومنعهم من الوقوف مع أسرانا ومساندتهم".
يوم أمس، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنّ "الاجراءات الصهيونية بحق الأسرى لن تفلح في كسر إرادتهم والنيل من عزيمتهم، وستبقى قضية الأسرى على سلم أولوياتنا"، مشيرةً إلى أنّها "تتابع باهتمام بالغ قضية الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال".
وأعلنت فصائل المقاومة في بيانٍ لها، عن "دعمها وإسنادها للأسير المجاهد ماهر الأخرس، الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية ضد البطش والغطرسة الصهيونية"، مُحذرةً من "التبعات المترتبة على جرائم الاحتلال بحق الأسرى".
وأكّدت أنّ "الاحتلال هو المسؤول المباشر عن حياتهم، وعليه تحمّل تداعيات ذلك"، داعيةً "المؤسسات الدولية والحقوقية الانسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر لحماية الأسرى في سجون الاحتلال والعمل بكل قوة على خروجهم سالمين غانمين".
ولفتت الفصائل في بيانها، إلى أنّ "شعبنا الفلسطيني سيبقى في كافة مناطق تواجده هو رأس الحربة في مواجهة المخططات الصهيونية الرامية لتصفية القضية، ورفض مؤامرة التطبيع من بعض الأنظمة العربية".
ويرقد الأسير الأخرس في مشفى "كابلان" الصهيوني في أوضاع صحية صعبة وسيئة للغاية، ويعاني من الإعياء والاجهاد الشديدين، وآلام في المفاصل والبطن والمعدة، وصداع دائم في الرأس، إضافة لفقدان حاد في الوزن، وحالة عدم اتزان، وعدم القدرة على الحركة، وفقدان الكثير من السوائل الأملاح، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه.
وكانت زوجة الأسير الأخرس أعلنت الإضراب عن الطعام منذ نحو أسبوع كخطوة تضامنية مع زوجها، ولدعمه معنويًا، ولتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها.
وأعلن الأسرى في سجن النقب أول أمس عن وقف العمل بالتمثيل الاعتقالي داخل الاقسام، تضامناً مع الأسير، واحتجاجاً على استمرار إدارة السجون بعزل الأسرى وائل الجاغوب، وحاتم القواسمي، وعمر خروات، ويطالبون بإنهاء عزلهم الذي يستمر لعدة أشهر في ظروف سيئة للغاية.
وشرع نحو 30 أسيراً في معتقل عوفر أمس بإضراب عن الطعام، حيث تم التنكيل بهم وعزلهم في أحد الاقسام، وهذا الإضراب يأتي تضامناً مع الأسير ماهر الأخرس، ورفضاً لسياسة العزل الانفرادي.
واعتقل الاحتلال الأسير ماهر الأخرس في 27 تموز/ يوليو الماضي، من منزله في بلدة سيلة الظهر في جنين، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى مركز معتقل "حوارة" وفيه شرع في إضرابه المفتوح عن الطعام، ثم حولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، ونُقل إلى سجن "عوفر" لاحقاً، وثبتت المحكمة العسكرية للاحتلال مدة اعتقاله الإداري.