أحيت اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم البريج وسط قطاع غزّة، ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني من خلال وضع اكليل من الزهور على ضريح رفات الجنود المصريين في مقبرة مُخيّم البريج القديمة، والذين استشهدوا دفاعاً عن أرض فلسطين ودفنوا فيها، بالإضافة إلى قبر الشهيد الطفل محمد جمال الدرة.
وتوّجه وفد كبير شارك فيه رئيس وأعضاء اللجنة الشعبية للاجئين والعشرات من أبناء المُخيّم والوجهاء والمخاتير وممثلي الفصائل من دوار أبو الروس وسط المُخيّم إلى مقبرة البريج القديمة شرق المُخيّم وصولاً لقبر الشهداء المصريين وقبر الشهيد محمد الدرة وحسن زقوت وآخرين.
بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية في مُخيّم البريج حاتم قنديل، إنّ وضع اكليل الورد على قبور الشهداء تقديراً لهم لأنّهم يمثلون عنوان الحرية والفداء، وهم الكواكب التي لا تغيب في سمائنا، ويعطرون أرضنا بدمهم القاني العطر، وهم الشهود على إرهاب الاحتلال وجرائمه التي لا تسقط بالتقادم.
ولفت قنديل إلى أنّ "كل العبارات تقف عاجزة في حضرة الشهداء، الذين قدموا الدم من أجل فلسطين، ونحيي دماء الشهداء الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم الذين استشهدوا تحت راية الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخلف الثوابت الوطنية وقرارات الاجماع الوطني الفلسطيني من أجل نيل الحرية والاستقلال والعودة".
وخلال الفعالية، قال أشرف أبو الروس من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إنّ شعبنا في هذا اليوم يحيي أرواح الشهداء الطاهرة، وهو يوم شرف وفخر للفلسطينيين.
وأكَّد أبو الروس أنّ الشعب الفلسطيني يسير على درب الشهداء حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مُشيراً إلى أنّ الشهداء هم القناديل المضيئة في طريق الثورة الفلسطينية، وهم أساس التضحيات للشعب الفلسطيني الذي يسير قدماً لإقامة دولته المستقلة.
وفي ختام الفعالية تم وضع اكليل الورد على قبور الشهداء، وقراءة الفاتحة على أرواح جميع الشهداء.
أمّا في مُخيّم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، فقد أحيا مركز الشباب الاجتماعي- مُخيّم الجلزون، ذكرى يوم الشهيد الذي أعلن عنه عام 1969، وذلك من خلال زراعة أشجار الزيتون على أضرحة شهداء المُخيّم في مقبرة شهداء مُخيّم الجلزون، بحضور عائلات الشهداء وممثلين عن فعاليات ومؤسسات المُخيّم وعدد من المواطنين.
وقام عدد من المتطوعين من الهيئة الإدارية للمركز والهيئة التنظيمية لحركة فتح، بمساعدة عائلات الشهداء وزراعة 37 شجرة بعدد شهداء المُخيّم منذ أنّ تم إنشاؤه بالعام 1949، في فعالية أقيمت بالتزامن مع عدد من المدن والقرى والمُخيّمات الفلسطينيّة برعاية من المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
وقدم رئيس الهيئة الإدارية لمركز الشباب موسى وهدان، لوحات لعوائل الشهداء مكتوب عليها أسمائهم وتواريخ استشهادهم، ليتم وضعها بهذه المناسبة على أغصان الشجر الذي تم زراعته، فيما دعا وهدان للمزيد من الفعاليات التي تذكرنا بهذا التاريخ المشرّف والجزء الهام من وعينا وذاكرتنا، المتمثّل بتضحيات أبنائنا الشهداء الأبطال، ومزيد من تسليط الضوء على معاناة أسرهم من بعد فقدانهم.
كما قدّم وهدان الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية وخاصة المتطوعين من أعضاء الهيئة الإدارية والشبان اللذين عبروا عن انتمائهم لهذا الإرث الوطني في التاريخ النضالي.
وفي السياق، أشار رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مُخيّم الجلزون محمود مبارك والد الشهيد محمد مبارك، إلى أنّ القيمة الدينية التي تتمتع بها الفعالية من حيث ذكر الزيتون والشهداء في القران الكريم، وأن الجمع ما بينهم يعطي تعبيراً مميزاً عن قدسيّة الأرض والإنسان في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني.
وأحيت عدّة مُخيّمات فلسطينيّة في الضفة وقطاع غزّة، أول أمس الخميس، يوم الشهيد الفلسطيني من خلال عدّة فعالياتٍ رمزية كان من ضمنها زراعة عشرات أشجار الزيتون وفاءً لأرواح كل شهداء فلسطين.
وصادف يوم الخميس، السابع من كانون ثاني/ يناير، يوم الشهيد الفلسطيني، الذي أعلن عنه عام 1969، حيث بيّنت آخر الإحصاءات أنّ هناك 100 ألف شهيد، ارتقوا منذ عام النكبة 1948 وحتى نهاية 2020، وهناك نحو 11 ألف منهم استشهدوا منذ بداية الانتفاضة الثانية (2000-2005) وحتى يومنا هذا.