في 24 كانون الثاني/ يناير، مر اليوم الدولي للتعليم، فيما طلاب مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وذووهم، كغيرهم من طلاب العالم يخبرون شكلاً جديداً من التعلّم بسبب جائحة "كورونا"، وهو التعلّم عن بعد.
التعليم واحد من قطاعات حيايتية عدة تأثّرت بفعل أزمة تفشي جائحة "كورونا"، ما دفع معظم الدول إلى اللجوء للتعليم عن بُعد، وعلى ذات الخطى سارت المدارس التابعة لـ "أونروا" في أقاليم عمل الوكالة الخمس.
إلا أن صعوبات لاقها الطلاب وذووهم في خوض هذه الطريقة من التعلم، تتعلق بعدم امتلاك الإمكانيات والآليات.
في هذا السياق، تقول اللاجئة الفلسطينيّة في قطاع غزّة صوفيا الشرافي لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّها واجهت صعوبات في البداية بالنسبة للتعليم الالكتروني، وذلك من جهة أنّه لا يوجد خبرة أو تجربة سابقة مع هذا النوع من التعليم، سواء في التواصل مع الهيئة التدريسيّة، أو كيفية تعامل الطالب مع المادة التعليميّة نفسها في التعليم الإلكتروني.
انترنت غير متوفر وكهرباء شبه غائبة
وأوضحت الشرافي أنّ المعلمين يطلبون إنشاء بريد الكتروني لكل طالب، وهو ما لاقى فيه الطلاب الصغار صعوبة، فيما يتحفظ بعض الأهالي على استخدام أبنائهم لموقع "فيسبوك" الذي يستخدمه بعض المعلمين في التعليم الالكتروني كوسيلة للتواصل، مؤكدة أن جلوس الأطفال على الانترنت بشكل عام يحتاج إلى مراقبة دورية وتوعية.
مشكلة أخرى يواجهها بعض الأهالي، تكمن في عدم وجود انترنت في معظم بيوت اللاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة، وأيضاً عدم امتلاكهم للأجهزة الذكية.
في هذا الصدد، تشير الشرافي إلى أن لديها حاسباً محمولاً واحداً يستخدمه أبناءها الخمسة في الدراسة وبينهم طالبة في المرحلة الجامعية، ما يشكل عبئاً وضغطاً على الأبناء والأم في آن معاً، ولا يتيح لكافة الأبناء إتمام دروسهم بشكل مريح وكامل.
أزمة الكهرباء في غزة، تلقي بظلالها أيضاً على عملية التعليم الالكتروني، لا سيما في وقت الامتحانات، حين لا يكون لدى الطلاب خاصة الجامعيين سوة مدة زمنية محددة لتسليم أوراقهم الامتحانية أو أبحاثهم، ما يعيق العملية التعليمية ككل.
كل هذا يثير قلقاً لدى الأهالي على المصير التعليمي لأبنائهم ، في وقت تعترف فيه وكالة "أونروا" أن التعليم عن بعد ليس الطريقة الأمثل في التعلّم.
ليست الآلية الأمثل في التعليم
ويقول مدير عام التعليم في "أونروا" بقطاع غزّة فريد أبو عاذرة: إنّها ليست الآلية الأمثل في التعليم، ولا نستطيع بأي حال من الأحوال أن ندّعي بأن ما نقوم به هو عمل كامل، هو عمل يغطي كل الفجوات، وبالتالي هذا هو المتاح بين أيدينا ونحن نقوم بالعمل حسب المتاح.
ويؤكد أبو عاذرة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ "أونروا" في أحسن الأحوال مهما فعلت في التعلم عن بعد لن تتجاوز نسبة النجاح نسبة محدودة، لأنه لا يتم التعلم بالشكل الجيد إلّا من خلال توفر التعلم الوجاهي، كما أن التعلم هو ليس فقط يقصد به المهارات والمفاهيم التي يتعلمها الطالب.
ويشير إلى أنّ الطالب عندما يذهب إلى المدرسة يتعلم، وعندما يعبر الشارع يتعلم، وعندما يختلط بزملائه يتعلم، ومن خلال التعاون والاحتكاك مع المعلمين والطلاب يتعلّم المثل والأخلاق.
40% قيّموا التجربة بأنها سيئة
في وقتٍ سابق، أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تقريره الدوري وبيّن خلاله 49% من الأسر التي لم تشارك في الأنشطة التعليمية عن بعد نظراً لعدم وجود الانترنت في المنزل.
ويضيف التقرير أن من أهم الأسباب الأخرى لعدم المشاركة في التعليم عن بعد، عدم قيام المدرسين بتنفيذ أنشطة تعليمية 22%، و13% بسبب عدم رغبة الطفل في تنفيذ الأنشطة التعليمية، و6.3% بسبب عدم مقدرة ومعرفة الأهل على تنفيذ الأنشطة التعليمية.
وقال المركز في تقريره: إن 40% من الأسر الذين شارك أطفالهم في أي من الأنشطة التعليمية خلال فترة الإغلاق قيّموا التجربة بأنها سيّئة، ولم تؤدي الغرض منها، و39% قيّموا التجربة بأنها جيّدة، وأدت الغرض منها، ولكن هنالك مجالاً لتحسين التجربة، و21% قيموا التجربة بأنها جيدة وأدت الغرض منها.