يعتزم ناشطون فلسطينيون مهجّرون من سوريا في منطقة شمال لبنان، تنفيذ اعتصام مطلبي أمام مقر سفارة السلطة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت صباح الاثنين 29 آذار/ مارس، للمطالبة بتدخّلها لحل المشاكل القانونية العالقة، إضافة إلى تأمين مستلزمات الإغاثة والدعم الاستشفائي للاجئين المهجّرين.
وقال الناشط الفلسطيني المهجّر من سوريا " أبو ناصر" لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ مجموعة من النشطاء الفلسطينيين السوريين سيتجهون صباح الإثنين من منطقة الشمال إلى العاصمة بيروت، لوضع السفارة الفلسطينية أمام مسؤولياتها المتعلّقة بتقديم الدعم لأبناء شعبها الفلسطينيين المهجّرين من سوريا.
العديد من الحالات المرضيّة يجري رفض ادخالها إلى المستشفيات لعدم حصولها على التغطيّة الصحيّة"
وأوضح الناشط "أبو ناصر" أنّ الدعوة للاعتصام جاءت بسبب التهميش الكبير الذي يعانيه فلسطينيي سوريا في لبنان وخصوصاً في منطقة الشمال، وخصوصاً في ما يتعلّق بإهمال مساعدهتم لحل القضايا القانونية للذين دخلوا خلسةً للأراضي اللبنانية، وهم شريحة تعاني من فقدان اعتباريتها القانونية ولا تستطيع التنقّل خارج المخيّمات أو الحصول على عمل أو تعليم أو أستشفاء.
كما أشار، إلى مسألة الحصول على الاستشفاء، في ظل تخلّي وكالة " أونروا" عن توفير التغطيّة الطبيّة، لافتاً إلى أنّ العديد من الحالات المرضيّة يجري رفض إدخالها إلى المستشفيات لعدم حصولها على التغطيّة الصحيّة، فيما يقوم الناشطون بتأمين تكاليف علاجها بشقّ الأنفس.
وأكّد "أبو ناصر" أنّ الملف المطلبي للفلسطينيين المهجّرين من سوريا كامل متكامل، يتضمّن مُطالبة السفارة بالتدخّل لدى الجهات اللبنانية لحل مشكلة الإقامات للداخلين خلسة منذ سنوات إلى الأراضي اللبنانية، إضافة إلى إنشاء صندوق دعم إغاثي واستشفائي، نظراً لحالة العسر الشديد العامّة التي لحقت بهذه الشريحة من اللاجئين بسبب الانهيار الاقتصادي اللبناني وتوقّف الأعمال بسبب جائحة " كورونا" وسواها.
وعبّر الناشط الفلسطيني، عن عتبه على المؤسسات الفلسطينية الفصائليّة وقيادة منظمّة التحرير، لتخليها عن اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، مشيراً إلى أنّ السفارة الفلسطينية تمثّل مقراً للقيادات والمؤسسات الفصائليّة المعنيّة لذلك جرى اختيار أن يكون التحرّك أمامها.
55% من فلسطينيي سوريا في لبنان، تعترضهم مشاكل قانونية في الحصول على إقامات قانونية
وتحدّث " أبو ناصر" عن عدّة محاولات قامت بها " لجنة متابعة المهجّرين في الشمال" و مجموعة الناشطين في الشمال، للقاء السفير أشرف دبّور، و كان آخره من 4 أشهر، ولكن دون استجابة تُذكر، مشيراً إلى أنّ عدّة اتصالات جاءتهم من السفارة حين علمت بنيّة تنفيذ اعتصام، تحاول ثنيهم تحت عنوان " الوحدة الوطنية" مؤكّداً بذات الوقت أنّ مطالبهم قانونية ومعيشيّة ولا تمس الوحدة الوطنيّة بسوء.
تجدر الإشارة، إلى أنّ 87% من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان من أصل 27 ألفاً و700 لاجئ يعيشون في فقر، فيما تتواصل حاجتهم إلى المساعدات الماليّة النقديّة الطارئة، حسبما أرودت وكالة "أونروا" في تقرير النداء الطارئ للعام 2021 الجاري.
كما يعاني 55% من فلسطينيي سوريا في لبنان، من مشاكل قانونية في الحصول على إقامات وفق الأرقام الصادرة عن وكالة " أونروا" في تقرير النداء الطارئ للعام 2020، دون صدور تحديث منها لهذه الأرقام للعام الجاري، فيما لم تتوقف المطالب منذ أعوام للنظر في مشكلتهم وحلّهان دون استجابة تُذكر من قبل وكالة "أونروا" والمعنيين الفلسطينيين.