طالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالتحرّك بشكلٍ عاجل لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينية الطارئة التي خلفتها الحرب "الاسرائيليّة" على قطاع غزّة.
ولفت أبو هولي خلال لقائه مع المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني مساء الأحد، إلى أنّ حجم الدمار والضرر الذي لحق في قطاع غزة جراء العدوان الذي امتد إلى 11 عشر يوماً، يستوجب على "أونروا" التحرّك الفوري من خلال طواقمها الفنية والهندسية والباحثين لحصر أعداد الأسر المتضررة وتقييم الأضرار التي لحقت بهم، وصرف بدل ايجار لمن دمرت منازلهم بشكلٍ كامل أو التي ألحقت بها ضرراً بليغاً.
كما بحث اللقاء أوضاع المُخيّمات الفلسطينية في قطاع غزة، والاحتياجات الملحة لسكان قطاع غزة، ودور "أونروا" في تلبية الاحتياجات الطارئة للعائلات المتضررة من الحرب على قطاع غزة.
وأشار أبو هولي إلى أنّ ما يزيد عن 1000 نازح لا يزالون يقيمون في مراكز الايواء بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار بالإضافة إلى آلاف الأسر التي لا تزال تقيم عند أقاربها بعدما دمرت بيوتهم، هم بحاجة إلى تأمين متطلباتهم الأساسية من معونات غذائية وغير غذائية وصرف بدل ايجار إلى حين إعادة اعمار بيوتهم"، مُؤكداً على ضرورة أن تضع "أونروا" آلية كاملة ومكتملة للمانحين لتغطية تعويضات الأضرار للعدوان على قطاع غزة للعام 2021، يضاف لها تعويضات أضرار عام 2014 وبدل ايجار للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى قطاع غزة، في ظل أنّ هناك مئات الأسر التي دمرت منازلهم في عام 2014 ما زالوا يعيشون اليوم في منازلٍ مؤقتة.
كما بيّن أبو هولي أنّ الوكالات والمنظمات الأممية الانسانية العاملة في الأرض الفلسطينية بصدد إطلاق نداء عاجل مشترك لمدة ثلاثة أشهر لتلبية الاحتياجات الانسانية في قطاع غزة، مُؤكداً على أهمية هذا النداء لوكالة "أونروا" في تمكينها من القيام بمهمتها الانسانية في تلبية احتياجات اللاجئين الذي تضرروا من الحرب الدامية خاصة وأن "أونروا" شريك أساسي مع المنظمات الأممية الأساسية.
وأوضح أن اجمالي الاستجابة الدولية لاحتياجات الإنسانيّة الفوريّة للفلسطينيين في غزّة بعد اعلان وقف إطلاق النار تقدّر بـ 72 مليون دولار، بالإضافة إلى المواد الاغاثية العينية، وهو مبلغ يمكن لوكالة "أونروا" البدء فوراً بتلبية احتياجات أصحاب البيوت المدمرة تدميراً كلياً والتي تقدر وفق معطيات رسمية إلى 1447 وحدة سكنية من خلال صرف بدل ايجارات وصرف تعويضات للبيوت التي لحقت بها أضراراً جزئية.
بدوره، أكَّد المفوّض العام لوكالة "أونروا" على أنّ الوكالة سيكون لها دور حيوي في المرحلة القادمة مع المنظمات الدولية الأخرى للاستجابة العاجلة لتلبية احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ "أونروا" ستعمل بكل جهد لتأمين متطلبات واحتياجات الفلسطينيين التي دمرت بيوتهم، مُبيناً أنّه تلقى دعوة لحضور جلسة مجلس الأمن التي ستعقد الخميس القادم 27/5/2021.
كما أشار إلى أنّه سيتحدّث في الجلسة عن أوضاع قطاع غزّة الانسانية وعمّا يجري في الضفة الغربية والقدس من اعتداءاتٍ "اسرائيليّة" على الفلسطينيين، وسينقل ما شاهده خلال زيارته لقطاع غزّة من حجم الدمار الكبير الذي خلفه العدوان على قطاع غزة للأعضاء في مجلس الأمن، مُشدداً على أنّه يبذل كل جهد لكي تكون "أونروا" قوية، وسيعمل على ذلك وسيؤكّد للمجتمع الدولي الدور الانساني الذي تقوم به "أونروا"، بالإضافة إلى دورها في تعزيز ثقافة التسامح والسلام وليس كما يدعي البعض بأنّ "أونروا" تعزّز ثقافة الكراهية والعنف.
وأضاف أنّ الوضع في حرب عام 2021 يختلف عن الأعوام السابقة 2008، 2012، 2014، حيث ولأول مرة تغلق المعابر ومنع الموظفون الدبلوماسيون والمساعدات الانسانية من دخول قطاع غزة، وما حدث كان مؤسفاً، مُؤكداً أنّ نزوح الفلسطينيين من المناطق التي تعرّضت للقصف العنيف إلى مدارس "أونروا" شكّل حماية لهم، والوكالة ستتخذ اجراءات جديدة بما يحقق سرعة استجابتها في الاوضاع الطارئة.
كما شدّد لازاريني على ضرورة أن يكون هناك حلاً سياسياً وفق قرارات الأمم المتحدة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" لعدم تكرار هذه الأزمات والاعتداءات، مُشيراً إلى أنّ "أونروا" أطلقت نداء عاجلاً قبل أيّام بقيمة 38 مليون دولار وبدأت بتلقي مساعدات لمساعدة الفئات الأكثر تضرراً، والمرحلة القادمة ستعمل "أونروا" على تذكير المجتمع الدولي بقضية الإخلاء القسري والدمار، حيث يجب حل كل هذه القضايا.
وفي ختام حديثه، أكَّد لازاريني على أنّ وكالة "أونروا" ستواصل دعمها لـ 1.4 مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزّة.
وحضر الاجتماع عن دائرة شؤون اللاجئين مدير عام الاعلام والعلاقات العامة ومسؤول ملف "أونروا" رامي المدهون، ومدير عام المُخيّمات في المحافظات الجنوبيّة عادل منصور، وعن "أونروا" مساعد المفوّض العام سنيلي ستادلي والناطق الإعلامي لرئاسة "أونروا" عدنان أبو حسنة.