قبل يوم واحد فقط من اندلاع اشتباكات عنيفة في مخيم الرشيدية جنوب لبنان استمرت لأكثر من 10 ساعات متواصلة، أسفر عنها قتيلين وأكثر من 7 جرحى من سكان المخيم، كان فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين قد زار المخيم لرصد شكاوى الأهالي من انعدام الأمن من جراء كثرة السرقات وإطلاق الرصاص ورمي القنابل ليلاً من قبل مجهولين، دون أن تحرك القوة الأمنية ساكناً في هذا الخصوص، بحسب ما يقول الأهالي.
وأخد فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين شهادات حية من قبل المتضررين من سكان المخيم، كما قابل نائب قائد قوات الأمن الوطني في صور للحديث حول مسار التحقيقات في تلك الحوادث، واستيضاح حقيقة الاتهامات بحقهم.
كاميرات معطلة تُعطل كشف اللصوص!
في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يقول اللاجئ الفلسطيني أحمد نمر، وهو صاحب منجرة تعرضت للسرقة في مخيم الرشيدية: "منذ يومين تمت سرقة منجرتي، حيث دخل اللص إلى المستودع وسرق الكثير من الأغراض وعطلني عن العمل كون أن تكلفة المسروقات قدرت بـ 2500 دولار أمريكي".
ويطالب نمر "المعنيين بمتابعة موضوعه والإيفاء بوعودهم بكشف اللص، إلا أنه لم ير بعدها أحداً منهم بالرغم من وجود عدد كبير من الكاميرات القريبة من مكان السرقة في المخيم. وهذا يدل على سهولة كشف اللص، ولكن هذا لم يحدث بسبب التبريرات التي أصدرها أصحاب الكاميرات بأنها معطلة".
ويرى أنه "إذا لم يجد المعنيون حلاً فإن عدداً كبيراً من الآشخاص سيتأذون جراء السرقات أو القتل أو القنابل والرصاص الذي يحدث في المخيم".
سمعنا انفجاراً ثم وجدنا بقايا قنبلة مرمية على تراب الحديقة
"حسبي الله ونعم الوكيل في كل من دب الذعر لدينا" بهذه الكلمات تصف الحاجة أم أحمد فاعور ما حصل معها جراء رمي مجهول قنبلة على حديقة منزلها في مخيم الرشيدية.
تقول أم أحمد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "كنا نجهز أنفسنا للنوم انا وابنتي وحفيدي، في اللحظة التي أطفأنا بها النور سمعنا صوت انفجار، عندما خرجنا لنرى ما حدث وأين وقع، وجدنا بقايا قنبلة مرمية على تراب الحديقة.
وتؤكد أن "القنبلة تسببت بحدوث حفرة، كما أن الشباك تُلف من شدة الضغط ناهيك عن الرعبة التي سببها الصوت". مطالبة "تشكيل قوه أمنية بأسرع وقت لتقوم بجولات تفقدية في المخيم".
بدوره، يقول الشاب أحمد فاعور ابن الحاجة أم أحمد: "لا يخفى على أحد أن الوضع الأمني في المخيم يسوء يوماً بعد يوم. نشهد إطلاق نار بشكل شبه يومي وحوادث سرقات مؤخراً، بالإضافة إلى رمي قنابل صوتية. كما أن الوضع الاقتصادي السائد يؤثر على سكان المخيم، ولكن هذا ليس مبرراً لما يحدث لأن اليوم أقل ما نطلبه أن نحصل على الأمان في المخيم".
ويعتبر أن "ما حدث عندنا ليس أول حدث في المخيم ولن يكون آخر حدث. وإننا نحمد الله لم يحصل عندنا خسائر مادية ولكن هناك خسائر معنوية وخسارة أرواح، فهناك أشخاص فقدوا أرواحاً وهناك من تعرضوا للسرقات".
لا نطلب أن نعيش حياة مرفهة أو نحصل على حقوق ثانوية بل إننا نطلب أولويات وأبسط حقوقنا
ويحمل فاعور "المسؤولية للأشخاص المسؤولين، أي الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية الموجودة في المخيمات وإلى الدولة اللبنانية، لأننا اليوم اذا تحدثنا مع الفصائل سيخبرونا أنهم ليس لديهم غطاءً من الدولة أو أن هناك خللاً من الدولة لأن هناك من ارتكب جرماً وتم تسليمه إلى الدولة ولكن في ظرف مدة قصيرة أطلقوا سراحه".
ويشير إلى أنه "من خلال لقائي بمجموعة من الفصائل فإنني لمست لديهم النية وليس لديهم مانعاً أن يتم تشكيل قوة أمنية مشتركة تأخد الشرعية من الناس، وتفرض على السلطات اللبنانية أن يكون لديها غطاءً لأن بدون غطاء لن يتمكنوا من العمل".
ويتابع: "لا نطلب أن نعيش حياة مرفهة أو نحصل على حقوق ثانوية بل إننا نطلب أولويات وأبسط حقوقنا، فالوضع الاقتصادي في لبنان كما نعلم جميعاً سيء جداً بسبب وجود ضائقة اقتصادية صعبة ومخيماتنا محاضرة وفرص العمل ضئيلة جداً للفلسطنيين. إضافة إلى ذلك فإننا محرومون أن نعيش في مخيمنا بأمان، وهنا أتساءل ما المطلوب منا؟ هل المطلوب أن نلم أغراضنا ونترك المخيم لأننا لا نعلم في أي لحظة تُرمى القنبلة على منازلنا".
التنظيمات ليس لديها مصلحة بأن تتستر على أشخاص يرمون القنابل ليلاً أو يسرقون
فريق عمل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التقى نائب قائد قوات الأمن الوطني في صور العميد محمود سالم لاستيضاح تفاصيل التحقيقات حول حوادث السرقة ورمي القنابل في مخيم الرشيدية، ولمعرفة حقيقة الاتهامات بالإهمال التي توجه للقوة الأمنية.
يقول العميد محمود سالم: إن "القوة الأمنية في مخيم الرشيدية تقوم بالتحقيق حول عمليات السرقة ورمي القنابل وإطلاق الرصاص، سنصل إلى الحقيقة بإذن الله سواء كان الفاعل تابعاً لحركة فتح أو الجهاد الإسلامي أو حماس أو فتح أو أي تنظيم آخر، مباشرة سوف يتم تسليمهم ولن نتستر على أحد، فالتنظيمات ليس لديها مصلحة بأن تتستر على أشخاص يرمون القنابل ليلاً أو يقومون بعمليات سرقة".
ويصف سالم "الوضع الأمني في مخيم الرشيدية بالمستقر، ولكن مؤخراً بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، ولا أبرر ذلك، بتنا نشهد سرقات مثل سرقة الدراجات النارية من الداخل والخارج. وعليه فإننا نعمل على إكمال ملف التحقيق بما فيه من ملف السرقة والقنابل وإطلاق النار، حيث سيكون هناك حملة جديدة وسوف نستدعيكم لترون كيف أننا نسلم هؤلاء الذين يلعبون بأن المخيم لأننا أصبح لدينا أسماء عدة".
الحل بأن يكون هناك قوة مشتركة مثلما يوجد في مخيم عين الحلوة
وحول أسباب عدم تشكيل قوة أمنية مشتركة من قبل جميع الفصائل الفلسطينية حتى اللحظة، يوضح العميد سالم: "نحن نؤكد أن الحل بأن يكون هناك قوة مشتركة مثلما يوجد في مخيم عين الحلوة. وقد طرحت هذا الموضوع مع الفصائل لأكثر من مرة ولكن للأسف كانت تبريرات الرفض إنها ليس لديها عناصر كافية وغيرها من الأسباب".
ويشير إلى أن "أي حدث أمني يحصل في مخيم الرشيدية أو البص أو برج الشمالي مباشرة تجتمع الفصائل الفلسطينية في مقر قيادة منطقة صور بحضور اللواء توفيق العبدلله، ويتم التباحث بقرار مثلاً اليوم أصبح الحدث الأمني التالي وارتكبه فلان فيصبح هناك اتفاق بالاجتماع بين القيادة السياسية للفصائل ومنظمة التحرير أو التحالف بأننا موافقون على اعتقال هذا الشخص، فتقوم القوة الأمنية باعتقال الشخص الذي اتفقت عليه الفصائل".
ويلفت إلى أنه "إذا كان الجرم بسيطاً فإن الدولة اللبنانية تحاول تخفيف عدد المساجين بسبب فايروس كورونا، فإذا كان الجرم إطلاق نار بالهواء فإنه سابقاً كان يسجن الشخص شهراً أو أكثر، ولكن الآن أصبح يسجن يومين أو ثلاثة ويطلق سراحه بسبب فايروس كورونا".
شاهد التقرير