طفت على السطح خلال الساعات الماضية خلافات داخل المؤتمر العام لاتحادات الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأقطار الخمسة حول منصب الرئيس، وبكل تأكيد لن تكون هذه الخلافات في صالح قرابة 30 ألف موظّف يعملون في مؤسّسات "أونروا" المختلفة ويقدّمون الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزّة والضفة وسوريا ولبنان والأردن.
مساء أمس، صدر بيانٌ موقّع باسم رئاسة المؤتمر العام لاتحادات الموظفين في "أونروا" اُعلن من خلاله عن انتخاب السيّد أمير المسحال رئيساً للمؤتمر العام لدورةٍ جديدة، ليخرج ظهر اليوم الخميس 16 سبتمبر/ أيلول بيان آخر ينفي انتخاب المسحال رئيساً، وأيضاً هذا البيان كان موقعاً باسم رئاسة المؤتمر العام!.
البيان الأخير أكَّد أن ما جرى غير قانوني، إذ تم تعيين المسحال رئيساً بعد مُغادرة ممثلي اتحاد الأردن واتحاد الضفة الغربيّة برئاسة السيّد جمال عبد الله -الرئيس السابق للمؤتمر- بعد انتهاء اليوم التحضيري الأوّل للمؤتمر، وتم إرسال رسالة إلى إدارة وكالة "أونروا" من قبل أعضاء في المؤتمر، فوافقت الإدارة، علماً أنّ هذا الأمر لم يحدث في تاريخ اتحادات "أونروا"، كما جاء في البيان، إذ لم يكن يُسمح لإدارة وكالة الغوث بالتدخّل في هذه العملية الانتخابيّة، وهي فقط من اختصاص أعضاء الاتحادات الذين يمثلون المناطق الخمس.
المصالح الشخصيّة أولاً
يوضّح مصدرٌ خاص في اتحاد موظفي "أونروا" في قطاع غزّة حقيقة ما جرى لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إذ شدّد في بداية حديثه على أنّ البيان الأخير للمؤتمر العام حمل الكثير من المُغالطات التي لا يجوز ذِكرها، خاصّة ما ذكر عن اتحادي غزّة والأردن بأنّهما لا يمثّلان شيئاً في المؤتمر العام.
يُؤكّد المصدر أنّ أساس هذه الخلافات هي تمسّك البعض بالامتيازات والعلاوات الممنوحة لمنصب رئيس المؤتمر العام، وخاصّة السفريات المتواصلة، والرئيس السابق جمال عبد الله كان رئيساً للمؤتمر لأكثر من عامين وكان من المفترض أن يتغيّر، ورغم ذلك مدّدنا له لعام جديد وكان إقليم غزّة أوّل من دعمه رغم اعتراض بعض الاتحادات، ولكن لا يمكن أن يبقى رئيساً إلى الأبد من ناحية الشفافيّة والديمقراطيّة التي عودنا موظّف "أونروا" عليها طوال السنوات الماضية.
ويقول المصدر إنّ إقليم غزّة والأردن أيضاً لهما وزناً كبيراً وينتزعان حقوق الموظفين انتزاعاً من إدارة "أونروا" وهذا ما حصل فعلاً في السابق، لذلك لا يجوز بأي حالٍ من الأحوال القول أنّهما لا يمثلان شيئاً فهذا معيب بحق الموظفين سواء في غزّة أو في الأردن الذين كانوا دائماً يدعمون رئيس المؤتمر في قراراته سابقاً.
إقصاء إقليم لبنان غير قانوني
ويلفت المصدر إلى أنّ الرئيس للسابق للمؤتمر جمال عبد الله كان يُقصى قطاعي المعلمين والخدمات في لبنان من حضور المؤتمر والمشاركة في تفاصيله بحجّة وجود خلافات داخل اتحاد لبنان تحول دون تمثيله في المؤتمر، وهذا ما اعتبره قطاع المعلمين في لبنان غير دستوري نظراً لكون القطاع قد أجرى انتخاباته بشكلٍ نزيه برئاسة ابراهيم مرعي، أي يُحق لهم المُشاركة في المؤتمر العام.
وهذا ما أكَّده عضو اللجنة القطاعيّة للاتحاد المعلمين في لبنان حسّان السيّد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مساء أمس، إذ أرجع السيّد سبب استبعاد قطاع المعلمين في لبنان من المشاركة في المؤتمر، إلى انجازاته الكثيرة التي حققها، واصراره على المطالبة بالحقوق، مُؤكداً أنّ هناك اعتبارات تتعلّق برئيس اتحاد الضفة الغربيّة جمال عبد الله الذي يسعى للتمديد لنفسه لولايةٍ جديدة في رئاسة المؤتمر، وإدراكه أنّ اتحاد لبنان سيقوم بالتصويت ضدّه، إضافة إلى تماهي سياسته في رئاسة الاتحادات من إجراءات إدارة وكالة "أونروا" ضد الموظفين في لبنان.
الانتخاب تم بالأغلبيّة
ويُشير المصدر أيضاً إلى أنّ التصويت الذي جرى أمس لتعيين رئيسٍ جديد للمؤتمر كان من أربعة اتحادات أي من قِبل الأغلبيّة وتم انتخاب الزميل أمير المسحال رئيساً، مُؤكداً أنّ كل هذه الاتحادات لا تتساوق مع إدارة "أونروا" ولا يوجد أي خطّة مشتركة بيننا لتعيين فلان أو المحاباة لفلان، ومن المفترض الآن التعاون ما بين كل الاتحادات وألّا ننظر إلى المناصب والمكاسب الشخصيّة فنحن نتحدّث عن أعراف وقوانين وبروتوكلات يجب ألّا تُكسر بسبب إرضاء بعض الأشخاص، وكان الأولى الالتفات إلى مشاكل الموظفين والعمل على حلّها وليس التمسّك بالمكاسب والمنافع الشخصيّة.
"أونروا": المؤتمر العام سيّد نفسه
من جهته، أصدر المتحدّث الرسمي باسم وكالة "أونروا" سامي مشعشع توضيحاً أكَّد فيه على أنّ وكالة "أونروا" لا تتدخّل بتاتاً في المداولات والقرارات الصادرة عن المؤتمر العام للعاملين في وكالة "أونروا".
ولفت مشعشع إلى أنّ المؤتمر العام للموظفين هو سيّد نفسه ويسترشد ببنود دستور الاتحادات الناظم، مُؤكداً أنّ وكالة "أونروا" تتطلّع للعمل بروحٍ تشاركيّة مع ممثلي الاتحادات عامّة لما فيه مصلحة اللاجئين والعاملين في وكالة الغوث.