رفضا لاتفاق الإطار بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والإدارة الأمريكية دعت اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان إلى اعتصامات متزامنة امام مكتب مدراء "أونروا" في المناطق اللبنانية كافة.
وشارك مئات الفلسطينيين على امتداد لبنان في الاعتصامات رافعين يافطات تطالب وكالة "أونروا" بإلغاء الاتفاق، وأخرى ترفض الاتفاق كونه يتعارض مع قرار تأسيس الوكالة ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة، مطالبين الأمين العام للأمم المتحدة بدعم وكالة "أونروا" مالياً وسياسياً للحفاظ على تفويضها الممنوح لها بالقرار (302).
مطالبات بتمويل وكالة "أونروا" بلا شروط
واعتبر مسؤول اللجان الشعبية ببيروت أبو عماد شاتيلا أن الاتفاق الذي وقّع بين وكالة "أونروا" والخارجية الأمريكية ظالم بحقّ الشعب الفلسطيني، مشيراً الى أنّ الاتفاق ينظر الى مصالح "إسرائيل"، وهو محاولة للضغط على الفلسطينيين وعلى "أونروا" مقابل المال للتغاضي عن القضايا السياسية والقضايا الوطنية.
وطالب شاتيلا في لقاء مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين الدول المانحة بتمويل الوكالة الشاهدة على تهجير الفلسطينيين بدون أي شروط إلى حين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها، مؤكّداً أنّ هناك تحركات تصعيدية قادمة إذا لم يتراجعوا عن هذا الاتفاق.
اتفاق الإطار مسيء للفلسطينيين
وطالب مقرر الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة ناصر حيدر وكالة "أونروا" إلى العودة على ما كانت عليه في السابق بممارسة دور فعّال من أجل المساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون كما كانت منذ تأسيسها درعاً وسنداً للشعب الفلسطيني، لا أن تلبي الإملاءات والإرادات الأمريكية والصهيونية.
واعتبر حيدر في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ اتفاق الاطار بين "أونروا" وواشنطن مسيئاً، وسيزيد من معاناة وحرمان الشعب الفلسطيني، وأن هدفه كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي أثبت أنه مبدع وصابر ومضحي ومقاوم.
ويرى حيدر أن كل الاتفاقيات التي أبرمت لثني الفلسطينيين عن المطالبة بحقهم لم تؤتِ ثمارها و"أثبت الفلسطينيون أنهم هم سيغيروا المعادلة".
وقال: إن السياسة الأمريكية تستعمل العصا والجزرة مع وكالة "أونروا" بوضع شروط عليها من أجل التمويل، مضيفاً أن الوكالة للفلسطينيين و"يجب أن تعمل من أجل الفلسطيني فهي كانت مقصّرة في السابق والآن أصبحت بمرمى تنفيذ السياسات الاميركية والسياسات الإسرائيلية"
وأكد حيدر أن الاعتصام جاء اليوم اعتراضاً على اتفاق الإطار مشيراً إلى أن من يقف خلفه جهات صهيونية.
ويرى عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا خالد أبو النور أنّ هذا الاتفاق بجوهره يعني إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، فيما اعتبرت مديرة العلاقات العامة بجمعية المرأة الخيرية سعاد عبد الرحمن أن دعم اللاجئين الفلسطينيين حقّ مشروع وليس منّة من أحد.
مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته
وقالت عبد الرحمن لموقعنا: إن اللاجئين الفلسطينيين يرفضون أي اتفاق مشروط للتمويل، لأن تمويل وكالة "أونروا" حق مشروع لهم عبر وكالة "أونروا" وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين، حيث إنه كان سبباً رئيسياً في نكبتهم جراء اعترافه بما يسمى "إسرائيل" فوق أرضهم التي طردوا من أجل إقامة هذا الكيان.
وليد الأحمد لاجئ فلسطيني في مخيم مار الياس ببيروت يقول: إن اتفاق الاطار بين "أونروا" وواشنطن مرفوض من الساحة السياسية والشعبية الفلسطينية، معتبراً أنه "بداية التآمر على شطب وإنهاء حقّ العودة".
وأضاف أن هذه الخطوة مدروسة وليست جديدة على الإدارة الأمريكية "التي تحاول منذ سنوات طويلة بالتعاون مع الكيان الصهيوني إلغاء دور الأونروا باعتبارها الشاهد السياسي لجريمة العصر وهي تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".