واشنطن - القدس العربي
وصف معلقون أمريكيون تصريحات حاكم ولاية نيوجرسي كريس كريستى التى تفيد بأنه سيفرض حظرا على جميع اللاجئين السوريين في ساحل الولاية بمن في ذلك الأيتام الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات بأنها واحدة من اكثر اللحظات فسادا في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية ولكن الحقيقة المحزنة هي ان معظم الأمريكيين يتفقون معه، حيث افادت استطلاعات الرأى العام ان 36 في المئة فقط من دافعي الضرائب يؤيدون قبلول اللاجئين من سوريا وهو رقم ينحدر إلى 18 في المئة بين الجمهوريين.
من الواضح ان الولايات المتحدة التى بنتها موجات من المهاجرين الفارين من المجاعة والحرب والقمع قد اصبحت اقل تسامحا وأكثر تصلبا تجاه المهاجرين، ومن الواضح، ايضا، ان الأمريكيين يعتقدون بأنهم الأكثر سخاءا وكرما بين شعوب الأرض ولكنهم، في الواقع، بعيدون تماما عن هذه الفضيلة وفقا لاعترافات الكثير من المحللين، وعلى سبيل المثال، يردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الولايات المتحدة هي اكبر داعم لجهود الاغاثة الدولية العالمية بما في ذلك الازمة السورية ولكن إذا تم قياس المساهمة مقارنة بحجم الاقتصاد فإننا سنكتشف « البخل الأمريكي « حيث يتم انفاق 0.02 في المئة فقط من الدخل القومي الأمريكي في هذا الاجراء بينما تنفق السويد سبعة اضعاف ولوكسبمبرغ ثمانية اضعاف وايرلندا 4 اضعاف.
الاعتقاد الخاطئ لدى الكثير من الأمريكيين حول كرم واشنطن وصل إلى استنتاجات غير حقيقية ملفتة للنظر حيث وجدت مؤسسة عائلة كايسر ان الأمريكيين يعتقدون بأن دولتهم تقدم 28 في المئة من ميزانيتها للمساعدات الخارجية ولكن الرقم الحقيقي، في الواقع، هو أقل من واحد في المئة في حين تحتل الولايات المتحدة المرتبة العشرين من بين 28 دولة متقدمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مجال المساعدات الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية.
وقد كشف ازمة اللاجئيين السوريين عدم الحاجة إلى تمثيلية زيارة تمثال الحرية، على حد تعبير المحلل توم موران في «ستار ليجير» حيث فلم يعد هناك أى ترحيب حتى للأطفال الصغار الايتام، وأوضح موران ان الولايات المتحدة وافقت فقط على استضافة 10 الاف من اللاجئين السوريين فقط مقارنة مع 2.5 مليون استقبلتهم تركيا و1.1 مليون في لبنان و635 الفا استقبلتهم الاردن رغم امكانيتها البسيطة وفقا لمنظمة العفو الدولية.
والانتهازية السياسية كما لاحظ الكثير من المحللين وصلت إلى مرحلة رخيصة مع أزمة اللاجئين حيث اقترحت المرشحة الديمقراطية زيادة حصة استقبال اللاجئين إلى 65 الفا وهي خطوة متواضعة لا يمكن مقارنتها مع مساهمات الدول الاخرى او حجم القدرة الأمريكية، والأنكى من ذلك كله، موقف المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذى وجد في مشكلة اللاجئيين السوريين فرصة لتأجيج المخاوف غير المنطقية عن تسلل الإرهاب بين اللاجئين وفرصة لنشر المزيد من الاكاذيب مثل القول ان استقبال اللاجئيين في الولايات المتحدة لا يخضع لعملية فحص رغم ان التشريعات الحالية لا تسمح باستقبال أى لاجئ قبل خضوعه لعملية فرز قد تستغرق اكثر من عامين ناهيك عن مقابلات عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي مع اللاجئيين، والإجراءات كثيرة لدرجة أدت إلى إفادة مهمة لمدير مكتب التحقيقات، جيمس كومي، امام الكونغرس حيث قال أنه لا يوجد خطر من اللاجئيين.
الإدارة الأمريكية وفقا لآراء العديد من المحللين فشلت تماما في «الاختبار الاخلاقي» الذى كشفته ازمة اللاجئيين والتى كشفت، ايضا، تساؤلات جديدة حول سر استقبال الولايات المتحدة في عام 1980 اكثر من 125 الفا من اللاجئيين الكوبيين الذين هربوا من نظام فيديل كاسترو والسجون ومستشفيات الأمراض العقلية بدون التحدث عن خطر في حين اندفع الساسة والعامة للحديث عن اخطار اللاجئيين السورين الذين هربوا من الحرب والدمار بما فيهم الصغار والايتام.