يعاني أبناء مخيّم اليرموك النازحين إلى مناطق العاصمة السوريّة دمشق وريفها، من تكاليف المواصلات لأبنائهم الطلبة المُسجّلين في مدارس وكالة " أونروا" البعيدة عن أماكن سكنهم، حيث باتت تضاف تكاليف النقل لعائلة لديها 3 طلّاب، إلى الأجرة الشهريّة للمنازل وبقيّة تكاليف الحياة، بحسب شكاوى رصدها "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال اللاجئ "أبو زاهر" المهجّر من مخيّم اليرموك ويقطن في منطقة بستان الدور في العاصمة دمشق، إنّ تكاليف النقل لأبنائه الثلاثة إلى مدرستهم الواقعة في منطقة ركن الدين، تبلغ 40 الف ليرة سوريّة شهريّاً، وهي تكلفة تضاف على أجرة المنزل الذي يقطنه وتبلغ 70 الف ليرة.
وأشار اللاجئ في شكوى تلقاها " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى ضرورة أن تنظر الوكالة إلى أحوال الأهالي المهجّرين، في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات وفي مقدمتها المواصلات، عدا عن إيجارات المنازل وارتفاع اسعار المحروقات وكافة مستلزمات الحياة.
اللاجئ "فراس حميد" بدوره، طالب وكالة "أونروا" تأمين بدل نقل لطلاب العائلات النازحة، كـ "أقل واجب من الوكالة للتخفيف عن الأهالي النازحين" مشيراً إلى أنّه يدفع مبلغ 35 الف ليرة شهريّاً اجرة "سرفيس" لأبنائه.
واعتبر حميد وكالة "أونروا" المسؤول الأوّل عن هذا الأمر، ومن واجبها تقديم الدعم للأهالي، طالما أنّ منازلهم في مخيّم اليرموك ما تزال مدمّرة، والأهالي يتكبدون عناء دفع الإيجارات، في ظل استمرار الانهيار الاقتصادي وارتفاع الاسعار في البلاد.
ويعيش غالبيّة سكّان المخيّم في حالة نزوح داخلية من سنوات، حيث أنّ الوصول إليه "ما يزال محدوداً ومستوى الدمار ما يزال كبيراً "وفق ما أوردت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها للعام 2020، وتوقعت أن يظل أغلب سكّانه الذين كان عددهم 160 ألف نسمة في حالة تهجير يضطرون في الكثير من الأحيان إلى دفع إيجارات منازل مرتفعة.
وتحت ضغط الأزمات المتتالية، كان اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، قد أطلقوا حملة مطلبية لحثّ الوكالة على تغيير سياستها الإغاثيّة في سوريا، وجعل المعونة الماليّة التي تقدمها شهريّة، لتتماشى مع الانهيار الاقتصادي والمعيشي الحاد، والارتفاع الجنوني بالأسعار، ما جعل معظم أساسيات الحياة خارجة عن القدرة الشرائية للاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً النازحين الذين يتكبدون عناء دفع الإيجارات.
وكانت "أونروا" قد بيّنت في آخر تقرير نداء طارئ صادر عنها" مطلع 2021 الجاري، أنّ نحو 91% من اللاجئين الفلسطينيين من أصل 438 ألف لاجئ، يعيشون في فقر مطلق، في حين وزّعت الوكالة في آخر دور مساعدات في تموز/ يوليو الفائت، تغطي 4 أشهر، لفئتين من المستفيدين، وهي الأكثر عوزاً وحددتها بمبلغ 140 الف ليرة للفرد، ستحصل هذه الفئة على مبلغ 140 الف ليرة سوريّة للشخص الواحد. أي أقل من 40 دولار لأربعة أشهر، و90 الف ليرة للفرد للحالات العادية أي أقل من 30 دولار لنفس المدّة.