"جدران المُخيّم معرضي".. شاب يحول جدران مُخيّم العروب إلى لوحات غرافيتي

الجمعة 24 ديسمبر 2021

يحوّل الفنان محمد الراعي بريشته جدران مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين في الخليل إلى جدارياتٍ ملفتة تحمّل رسائل هامّة، إذ يحكي محمد حكايات وطنيّة من خلال ألوانه وريشته على جدران المُخيّم.

بداية صعبة

يقول محمد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّه كان يشاهد العديد من الصور ويستقي منها أفكاره التي تتحوّل إلى رسومات فيما بعد، إذ كان بداية يرسم على الألواح والجدران والسيارات المغبرّة وعلى أي شيء يجده مناسباً للرسم.

 محمد يرسم صور للتعبير عن المقاومة على جدران المُخيّم وتعطيه هذه الرسومات في ذات الوقت الدافعيّة والتشجيع لمواصلة هذه الموهبة وتنميتها، وهذا ما كان ينعكس عليه أيضاً من ردود فعل الناس في محيطه التي كانت تشعر بالقوّة من خلال صوره ورسوماته.

 في بداياته عندما كان طالباً ولم يكن لديه أيّة نقود، كان يدّخر جزءاً من مصروفه اليومي في المدرسة ليشتري الألوان وكل مستلزمات الرسم من علب "الرش" أو "السبراي" لكي يرسم على الجدران، فيما كان أيضاً يرسم من خلال الفحم المستخدم للنرجيلة "الشيشة" وذلك بعد أن يضيف له مادة لتغميق لونه ويصبح داكناً أكثر.

القضية مصدر الالهام

10-1.png

وحول مضمون رسوماته، يقول محمد : إنّ القضيّة الفلسطينيّة بمآسيها هي مصدر الالهام لأنّ هذه المعاناة والقصص هي التي نعيشها في كل يوم، والأهم حتى نبقى نتذكّر هذه المعاناة وندافع عن قضيتنا من جيلٍ إلى جيل.

محمد رسم أيضاً عن قضيّة الأسرى ومعاناتهم، إذ كانت بدايته من جداريات الأسرى، وفي كل مرّة يفرج الاحتلال فيها عن أسيرٍ فلسطيني في المخيم كان محمد يذهب ويرسم له صورةً خاصّة ما يشعره بسعادةٍ غامرة، كما قام أيضاً برسم جداريّة على مدخل مُخيّم العروب في مكان تجمّع جنود الاحتلال، فيما يطلق محمد على هذه الجدارية "حارس المُخيّم"، ولكن جنود الاحتلال في جنح الظلام محوا وشوهوا هذه الجدارية التي تجدها مرسومة في أكثر من مكان داخل مخيم العروب.

محمد نشأ في جو نضالي  بعيد انتفاضة اللحجارة وخلال انتفاضة الأقصى كان فيه الملثم بالنسبة له أيقونة فهو من يرش ويكتب على الجدران وهو من يقاوم ضد الاحتلال وهو الملاحق من قبل سلطات الاحتلال وجيشه، لذا يرى فيه حارس المخيم وحارس آمال سكانه بالعودة .

"جدران المُخيّم معرضي"

ويتخذ محمد من جدران المُخيّم معرضاً خاصاً له، كما يقول، وفي كل مرّة يجد حائطاً فارغاً ينتشل فكرةً جديدة من بحر أفكاره وينفّذها على الفور ليجعل الجدران الصمّاء تتكلّم.

نُشير هُنا إلى أنّ رسم الغرافيتي وخاصّة على جدران مُخيّمات اللجوء الفلسطينيّة، يشكّل واحدة من أهم أدوات المقاومة الشعبيّة التي يُحاربها الاحتلال على الدوام، إذ تعبّر هذه الرسومات عن معاناة اللاجئ الفلسطيني المُستمرة وتُشجّع وتُلهم الفلسطينيين على استمرار المقاومة بكافة أشكالها، وهذا ما لا يريده الاحتلال بالمطلق.

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد