قالت اللجان الشعبيّة للاجئين الفلسطينيين في مُخيّمات قطاع غزّة، أنّها تنظر بخطورة عالية إلى تصريحات المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي يجب التراجع عنها.
ولفتت اللجان في بيانٍ مشتركٍ لها، إلى أنّه وفي سابقة خطيرة أعلن المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني في رسالة وجهها إلى اللاجئين الفلسطينيين مؤخراً أنّ هناك طرقاً مختلفة لضمان استمرار الخدمات المقدّمة من "أونروا" من بينها زيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة مع خيار تقديم هذه الخدمات نيابة عن "أونروا" وتحت إشرافها وإن مثل هذه الشراكات تملك إمكانية حماية الخدمات الأساسية من نقص التمويل المزمن.
وعبَّرت اللجان عن رفضها ونظرها بعين الريبة والشك إلى هذا الطرح الذي يمكن أن يمهّد على المدى القصير أو المتوسط لإنهاء خدمة وكالة الغوث ونقل صلاحياتها لمنظمات إنسانية أممية أو دولية مما يتساوق مع نظرة دولة الاحتلال وسياساتها التي تسعى جاهدة وبشتى الحيل لإنهاء عمل "أونروا"، وبالتالي شطب قضية اللاجئين والقضاء على أحلام الملايين منهم في العودة الى أراضيهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها بقوة السلاح عام ١٩٤٨م.
وأكَّدت اللجان رفضاً قاطعاً طروحات لازاريني بنقل صلاحيات بعض الخدمات التي تقدمها إلى منظمات بديلة، فيما أكَّدت على ضرورة التزام "أونروا" بالتفويض الممنوح لها وفقاً للقرار 302 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ونرفض رفضاً قاطعاً المساس بصلاحيات "أونروا" المنصوص عليها بموجب التفويض الممنوح لها.
وأشارت إلى أنّ تصريحات المفوّض العام تتساوق مع رغبة دولة الاحتلال في تقليص خدمات "أونروا" وإنهائها، كما جاءت التصريحات بالتزامن مع ذكرى النكبة، وهذه التصريحات آلمت جموع اللاجئين، خاصّة أنّها جاءت في ذكرى تشريد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم.
وتابعت اللجان: نحن مقبلون على مرحلة تجديد ولاية "أونروا" لمدة ثلاث سنوات أخرى، وبالتالي يجب علينا التركيز على هذا الأمر وليس تشتيت الجهود بالبحث عن بدائل وشراكات لوكالة "أونروا"، حيث نرفض بشكل قاطع تحويل مهام "أونروا" إلى المفوضية العليا للاجئين فقضيتنا في الأساس قضية سياسية عدا عن كونها إنسانية.
ودعت اللجان المفوّض العام للعدول عن مقترحاته بخلق شراكات لوكالة "أونروا" الأمر الذي يثير غضب اللاجئين الفلسطينيين ويؤشّر إلى عدم الاستقرار في المنطقة، "لذلك نؤكّد تمسكنا بوكالة "أونروا" واستمرارها في خدماتها كونها شاهداً دولياً حياً على استمرار مأساة اللاجئين الممتدة منذ ٧٤ عاماً." حسبما أضاف.
وفي بيانها المشترك، دعت اللجان الشعبيّة المفوّض العام لوكالة "أونروا" لتوفير الدعم وحشد الموارد المالية من خلال هيئة الأمم المتحدة والدول المانحة، والضغط لإيجاد موازنة خاصة بها أسوة بباقي منظمات الأمم المتحدة، مُشددةً على أنّ تصريحات لازاريني زادت من حدة الإحباط واليأس في صفوف اللاجئين، وهذا من شأنه أن يثير حالة من الغضب في أوساطهم يصعب السيطرة عليها، لهذا ندعو لازاريني للتراجع عنها، تفادياً لنشوب موجة من السخط والغضب.