انطلق في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت ظهر أمس الجمعة "سوق المخيم" برعاية الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المحلي.
فكرة السوق تقوم على بيع كافة المنتجات التي يحتاجها الفرد، لا سيما تلك المصنوعة يدوياً أو في المنزل، وبأسعار تكون مدروسة وبمتناول أكبر شريحة من المجتمع الفلسطيني في المخيم بهدف خلق فرصة عمل خاصة للنساء وأيضاً تمكين اللاجئين الفلسطينيين من شراء احتياجات ضرورية لكنها أصبحت صعبة المنال في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار الناتج عن الأزمة الاقتصادية اللبنانية.
وقالت صاحبة فكرة سوق المخيم صمود أبو غزالة: إنّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المخيمات الفلسطينية في لبنان، مصحوبة بغياب حق العمل، دفع إلى الحاجة لخلق فرص عمل من أيادي فلسطينية، ويكون الاعتماد على المنتج الفلسطيني، فكانت فكرة السوق داخل المخيم، حيث تعرض المنتوجات من طعام وألبسة ومشغولات يدوية.
وأشارت أبو غزالة إلى أنّ المشاركة مفتوحة للجميع دون استثناء حتى للأطفال مكان للمشاركة، وأنّ الهدف خلق سوق وواحة للالتقاءالفلسطيني يفضي في النهاية إلى زرع فكرة الإنتاج والاعتماد على الذات، إلى جانب إيجاد حاضنة فلسطينية للتضامن والتكاتف.
وأوضحت أبو غزالة أنّ النية بالأساس هي استمرار المشروع، خاصةً أنّ الأصداء التي جاءت من اللاجئين المشاركين كانت تدعو للاستمرار، لافتةً إلى أنّ المشاركة والتفاعل كان أكثر من المتوقع، والمشاركون استطاعوا أن يبيعوا ويحققوا بعض الأرباح.
هذه الفكرة كسرت حاجز الخجل الذي كان موجوداً عند بعض أهالي المخيم، بحسب ابو غزالة، "من قبل كان هناك خجل من البعض للمشاركة، نظراً إلى أن بيئة المخيم متداخلة والجميع يعرف الآخر، ولكن أصربنا بالدعوة أن الفرد له حق على المجتمع وهو أن يقف معه ويساعده وأي امتناع عن المشاركة بسبب الخجل هو تنازل عن حق الفرد من المجتمع".
وأضافت: أن القائمين على الفكرة في روضة أبناء القسام والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية ارتؤوا عدم تسمية سوق المخيم بالمشروع بل الفكرة، لأن المشروع قابل للربح والخسارة، ولكن الفكرة هدفها التغيير، وهم يسعون إلى فكرة تغيير وخلق بيئة منتجة.
ودعت أبو غزالة اللاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات إلى التكاتف وخلق بيئة حاضنة ومنتجة، "نحن شعب يملك المهارة والفن والإبداع والعزيمة، أتمنى أن أرى سوق المخيم في جميع مخيمات لبنان".
وعن تحديد يوم الجمعة لإقامة السوق، أشارت أبو غزالة إلى أنّه في فلسطين وتحديداً في رام الله والقدس وغزة يوجد "سوق الجمعة"،لذا"هدفنا أن نكون امتداداً للداخل الفلسطيني".