كمثيلاتها من الفتيات كانت تجهز عبير نفسها لتزف عروساً إلى خطيبها إسماعيل الدويك (30 عاماً)، حيث كان موعد إتمام فرحهما خلال فترة قصيرة، لكن الاحتلال حرمهما من تلك الفرحة المنتظرة باستشهاد إسماعيل داخل بيت الزوجية الذي كان يحضره في مُخيّم الشعوت في رفح جنوب قطاع غزّة.
اليوم، تجلس عبير حرب (24 عاماً) على ركام بيتها والذي من المفترض أنه كان سيؤويهما، ولكن في لمح البصر دفنت طائرات الاحتلال في عدوانها الأخير على قطاع غزة حبهما.
تقول عبير: لحظة استشهاد إسماعيل كانت قاسية جداً، وبداخلي قهر كبير، ما قدرت أستوعب الخبر، كان حلم إسماعيل نتزوج ونعيش في بيتنا بكل سعادة وحب، الدنيا مش واسعة اثنين حلمهم بس حياة، وكان نفسي أعيش هذا الحلم مع إسماعيل، أول لحظة لما شفت البيت اللي المفترض أنه حلم وفرحة صار بغمضة عين.. دفن الحلم تحت الركام وماتت روحي باستشهاد إسماعيل.
وتشير عبير في حديثها لوكالة APA: كنّا ننتظر عودة والدي من السفر لنتفق على تجهيزات الفرح، كان بيتنا جاهزاً وجهازي بداخله، لكن بلمح البصر هذه الأحلام أصبحت كومة من الذكريات المريرة، وكان من المفترض أن نقوم بزيارة عائلية يوم السبت الماضي "يوم الفاجعة" لعائلة إسماعيل ولكن شاءت الأقدار أن يزف إسماعيل لا عريساً بل شهيداً.
أمّا والد عبير، عمر حرب فقال: إنه من المفترض أن هذا الركام كانت بيت الزوجية لعبير وإسماعيل، مُشيراً إلى أنه كان في رحلة علاجية في الخارج، وقبل العدوان بأيام قليلة طلب إسماعيل أن يعود إلى غزة للاتفاق على تجهيزات الزفاف. أتيت يوم الثلاثاء إلى غزة ففرح إسماعيل كثيراً بقدومي خاصة مع اقتراب موعد زفافهما، ودعاني إلى الغداء يوم السبت، وخرج هو وعبير يوم الجمعة وبدأ التصعيد على غزة، لم أتوقع في يوم أن تصل الحرب إلى إسماعيل وعبير. إسماعيل لم يكن له أي نشاط سياسي كان حلمه فقط أن يكون له بيت ليسكن به هو وعبير، كانا يرسمان حياتهما الزوجية كحلم أي شاب.
ويضيف حرب أنّ طواقم الإنقاذ انتشلت جثمان إسماعيل في ذات اللحظة فانتقلت الروح إلى بارئها، موجهاً رسالته إلى العالم بالقول: الشعب الفلسطيني من حقه أن يفرح كغيره، نحن نحاول أن ننتزع فرصة للفرح والسعادة ولتحقيق أحلامنا البسيطة، نحن في غزة نموت ونحن واقفين، آن الأوان للعالم ليُحاسب الاحتلال على جرائمه البشعة بحقنا.