يبدأ موسم صيد "السلطعون" مع حلول شهر أيلول/سبتمبر من كل عام في قطاع غزّة، حيث ينتظر الصيادون هذا الموسم لكسب لقمة عيشهم.
الصياد مشتاق زيدان (55 عاماً) يخرج مع ساعات الفجر ليبدأ برحلة الصيد التي تعتبر مُجدية له مادياً في موسم السلطعون بمدينة غزة، إذ يقول لوكالة (APA): إنّ موسم السلطعون من أهم مواسم الرزق للصياد الفلسطيني لكثرة الإقبال عليه في الأسواق المحليّة.
ويُشير زيدان إلى أنّ موسم "السلطعون" يبدأ في شهرآب/ أغسطس ويستمر حتى ديسمبر، وذروة الكميات منه تكون في آخر شهر نوفمبر، وأسعاره عادةً في متناول الجميع، حيث يتراوح سعر الصندوق من 20 إلى 35 شيكل، بحسب جودته وحجمه، ويصل وزن صندوقه لـ 4 كيلو.
ويلفت زيدان إلى أنّ "السلطعون" يحتوي على نسبة كبيرة من الفسفور لذلك يحمل فوائد متعددة، وأهمها تقوية العظام والأسنان ويُساعد على مكافحة بعض أمراض العظام والمفاصل، فيما عدد زيدان طرق تناوله المتعددة، فيرغب البعض بشوائه على الفحم، أو تناوله بشوربة سائلة، أو أن يُطهى مع أرز.
أمّا عن الأنواع، فقال إنّها تشمل البلدي والبلطي الزيلي الأخضر، والشبوط اللونجيسبس والجليلي، والكركور الأحمر، لكن كثرة الإقبال تكون على النوع البلدي بشكلٍ خاص، فيما تطرق إلى الصعوبات التي يواجهها الصياد الفلسطيني في غزة، حيث يتم ملاحقته وإيذائه من قبل الاحتلال الصهيوني للتضييق على الصيادين اقتصادياً.
انتعاش اقتصادي في مخيم الشاطئ
ويُتابع زيدان: عمل الصيادين يزداد في موسم السلطعون، وأيضاً تزداد الأيدي العاملة التي تساعدهم في إخراج السلطعون من الشِباك، وهناك عدد كبير من الصيادين يجلسون مقابل شاطئ بحر مُخيّم الشاطئ لإخراج السلطعون من شِباك الصيد وتجهيزها استعداداً لاستقبال الزبائن للشراء، أذ يأتي الزبائن باكراً لشراء السلطعون الطازج من الصيادين بالقرب من شاطئ البحر، حيث يعتمدون ذات المنطقة في كل موسم للعمل والبيع.
ويُشير إلى أنّ موسم السلطعون يُشغل العديد من الأيدي العاملة، حيث يجلس على كل شِباك صيد ثلاثة من العاملين لإخراج السلطعون الذي يتشبث بالمصيدة، وبمجرد انتهاء العاملين والصيادين من إخراج السلطعون من الشِباك، يأتي عشرات الزبائن لشراء الكميات التي تم إخراجها، لتنتهي على الفور قبل الدخول في وقت الظهيرة.
من جهته، قال رئيس اللجنة الشعبيّة في مُخيّم الشاطئ للاجئين المهندس نصر أحمد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ موسم صيد "السلطعون" يبدأ من شهر أيلول وحتى نهاية العام، أمّا الصيد لكافة أنواع السمك فهو مفتوح طيلة العام وفي كل الفصول، ولكن بنسب قليلة ومتفاوتة.
ويُشير المهندس نصر إلى أنّ المئات من عائلات الصيادين يعتاشون من وراء مهنة الصيد، سواء من الباعة أو من المطاعم التي تشتري الأسماك منهم، لافتاً إلى أنّ عدد من يعمل في صيد "السلطعون" قليل ويقدّر من 15 إلى 20 صياداً في مخيم الشاطئ لأنّهم يعملون ويصطادون من خلال "حسكة المجداف" ويأخذون الشبك بطول 100 متر وينشرونه على طول ساحل البحر من الشمال وحتى الجنوب لمدة 24 ساعة، لذلك كل صياد بحاجة إلى أكثر من شبكتين لأنه وبمجرد سحب الشباك الأولى يرمى أخرى في المياه.
عوائق وتحديات
وحول المعيقات التي تواجه الصيادين بشكلٍ عام إلى جانب جرائم الاحتلال المستمرة على طول العام بحق الصيادين، فإنّ الصيادين الذين يختصون بصيد "السلطعون" تواجههم مشكلة المراكب الكبيرة التي تستخدم لجر الأسماك وتصطاد بحجم وكميات أكبر، يتابع نصر حديثه لموقعنا: هذه المراكب تقطع شباك الصيادين ويذهب صيدهم دون فائدة، مما يضطرهم لعمل صيانة للشبك الذي تعرض لضررٍ بليغ جراء جرفه من "اللنشات" الكبيرة، ومع الأسف لا أحد يعوضهم خسائرهم.
يُذكر أنّ قوات الاحتلال تقوم بمُلاحقة الصيادين -غالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين- في بحر غزّة بشكلٍ يومي وإطلاق النار في كثير من الأحيان، واعتقالهم ومصادرة معداتهم وقواربهم، وتلجأ أحياناً لإغلاق البحر أو تقليص مساحة الصيد فيه.
شاهد أيضاً