تحول عنوان اللجوء والهجرة لعنوان أبرز في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين العام 2022، واذا كانت الحرب السورية تسببت بتهجير وطرد عشرات آلاف اللاجئين من مخيماتهم، فان الحصار المستمر على قطاع غزة، وخلق ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية طالت مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان جعلت الأمل الوحيد أمام جموع اللاجئين هو مواجهة الموت عبر ارتياد قوارب متهالكة في محاولة للخلاص من ظروف قهرهم ومعيشتهم.
عمل موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين منذ مطلع عام 2022 على إعداد تحقيق صحفي وملف خاص حول الظروف المصاحبة لهجرة أعداد من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى أوروبا بطرق غير شرعية، تعرض فيها هؤلاء اللاجئين الباحثين عن مكان آمن للجوء جديد إلى مخاطر جسيمة، وانتهاكات متعددة الأشكال والمصادر لحقوقهم الإنسانية.
وقد ساهمت التغطية المتواصلة على مدار العام والعمل الطويل مع مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين ومجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على وجه الخصوص، والتعاون الجاد من ناشطين في هذا المجتمع، والمتابعات مع جهات حقوقية متخصصة، وشهادات الضحايا واللاجئين، والمقابلات غير مباشرة مع ضالعين في عمليات التهريب، ومعلومات ومعطيات جمعت من خلال المقابلات المباشرة والتقارير والتحقيقات الصحفية، وأسئلة ومقابلات مباشرة في إنجاز هذه الملف.
يركز هذا الملف الذي يأتي تحت عنوان (دروب الآلام) على مآسي شهدتها المخيمات الفلسطينية في لبنان جراء ارتياد أعداد كبيرة من أبنائها لـ "قوارب الموت" إلا أنه يشير أيضاً إلى هذه الموضوع كخيار وحيد للاجئين بعد ان صار البحرين (المتوسط وايجة) مسرحاً لآلامها وكوارثها ومقبرة لقصص أبطالها لاجئون فلسطينيون من سوريا ولبنان وقطاع غزة.
تحولت ظاهرة اللجوء والهجرة في الآونة الأخيرة إلى خطر داهم على حيوات لاجئين فلسطينيين ضاقت بهم سبل العيش في مخيماتهم، ليرموا بأنفسهم في غياهب طرق هجرة مميتة على أمل النجاة والحظي بحياة كريمة تتوفر فيها أساسيات العيش الإنساني.
يستعرض هذا الملف بشكل أساسي تحقيقاً مطولاً لبوابة اللاجئين الفلسطينيين حول الظروف المصاحبة لهجرة أعداد من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى أوروبا بطرق غير شرعية، بتعاون مع ناشطين واستشارات قدمتها المؤسسات الأهلية في هذا المجتمع، وجهات حقوقية متخصصة، وشهادات للضحايا واللاجئين، أيضاً مقابلات غير مباشرة مع ضالعين في عمليات التهريب، و معلومات ومعطيات جمعتها من خلال المقابلات المباشرة والتقارير والتحقيقات الصحفية، وأسئلة ومقابلات مباشرة.
و يسلط موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين في ملف "دوروب الآلام" الضوء على هذه الظاهرة التي تتعدى كونها محاولات للهروب من واقع بائس لتأخذ أبعاداً سياسية وأخرى قانونية، معتمداً بشكل أساسي على شهادات الضحايا، ولقاءات أجراها فريق الموقع مع طالبي لجوء وجهات حقوقية وناشطين، وتقارير صحفية أعدها فريق العمل، شملت أوضاع طالبي اللجوء خلال رحلتهم إلى أوروبا، وكيفية التعامل القانوني من قبل الدول الأوربية " دول الوصول" إضافة للبحث في سياق عملية التهجير واستمرارها عبر دروب عديدة.
يعيش اللاجئون الفلسطينيون آلام هذه المرحلة، في واقع سياسي فلسطيني بائس لم يشهد الفلسطينيون مثل ردائته على مدار العقود الماضية، ما يجعل هذه المرحلة واحدة من أقسى المراحل في تاريخ اللجوء الفلسطيني الملئ بالظلم والتنكر والانتهاكات.
يحاول الملف رصد الانتهاكات والمخاطر المرتبطة بمسالك التهريب البحري للاجئين الفلسطينين من لبنان ويضم تقارير أخرى حول الهجرة غير الشرعية ومخاطرها وأبعادها السياسية والقانونية على اللاجئين الفلسطينيين كأفراد وقضية اللجوء بشكل عام.
سيبقى الملف مفتوحاً فرغم النداءات المتكررة التي صدرت من بوابة اللاجئين الفلسطينيين وجهات محلية مختلفة تحثّ القيادة الرسمية الفلسطينية والفصائل مجتمعة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والدول المضيفة وأيضاً الأمم المتحدة، بأن يأخذوا أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الطاردة والقاتلة على محمل الجد، وأن يعملوا جدياً على إنفاذ برنامج إنقاذ يحفظ حياتهم ويساهم بتحسين سبل عيشهم داخل مخيماتهم إلا أن كل ذلك لم يحرك لهم ساكنا.َ
وستبقى القضية الأكثر إلحاحاً من حيث أولوية التعامل في هذا الوقت هو ضرورة وقف تسيير قوراب الموت، ومنع صعود الناس للقوارب، باعتبار ذلك وقفاً لتصاعد مستمر في أعداد الضحايا وهو ما يتطلب مجموعة من الإجراءات الطارئة، التي لا يمكن أن تغني أو تنفصل عن معالجة جذرية لهذه الظاهرة والعوامل المسببة للتهجير، بما تشمله من أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية.