خلّفت العاصفة الرعدية "فرح" التي تضرب المناطق اللبنانية وبلغت ذروتها أمس الأربعاء 1 شباط/ فبراير، خسائر مادية قدرت بآلاف الدولارات، في عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وشملت تقطع شبكات الكهرباء والانترنت، تطاير الواح الطاقة الشمسية.
في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، تسببت سرعة الرياح التي تجاوزت 90 كيلومتراً في الساعة، بالحاق الضرر بالعديد من الواح الطاقة الشمسية، وأدّت إلى تطايرها، إضافة إلى انقطاع شبكات الانترنت وتضرر بعض شبكات اشتراكات الكهرباء.
الناشط في مجموعة التنسيق الإعلامي في مخيم نهر البارد أبو صالح موعد، أفاد لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ حجم الخسائر يصعب احصاءه خلال 24 ساعة، الا أنّ في حي المهر سجلت خسائر في 5 منازل على الأقل، وهناك منزل كاد يحترق، فضلاً عن باقي احياء المخيم.
كما أصيبت بعض مراكز اشتراك الكهرباء "اشتراك زعرورة"، وكذلك مقسم هاتف " الجليل" واشتراك انترنت "الموعد" بأضرار أخرجتها عن الخدمة، فيما تولى أصحابها صيانتها واعادتها إلى الخدمة بعد أن هدأت العاصفة، بسحب موعد.
ولفت موعد، إلى أنّ الأضرار التي تخلفها العواصف في المخيمات، يجري احصاءها وتجاوزها من قبل أصحابها أنفسهم، نظراً لعدم وجود جهات تهتم في مساعدة الأهالي وخصوصاً في ظل الانهيار المعيشي الذي تعيشه المخيمات، إثر أزمة الانهيار اللبناني وأثرها على المخيمات.
وفي مخيم البص جنوب لبنان، تكبّدت العديد من المنازل خسائر كبيرة، جراء خسارتها الواح الطاقة الشمسية بسبب العاصفة.
ونقل الناشط الإعلامي محمد عبد الرازق، أنّ الواح طاقة شمسية تطايرت وسقطت على بعض المحال، دون وقوع خسائر ماديّة.
وفي مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان، تسبب سقوط سطح خشبي في حي عمقا وسط المخيم، بأضرار مادية بعد أن سقط على أحد المنازل، وعمل الدفاع المدني الفلسطيني على تفكيكه، ولم يسجّل وقوع خسائر ماديّة.
جملة من النصائح والتحذيرات للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، لتوخي الأضرار البشرية خلال العاصفة
من جهته، أصدر الدفاع المدني الفلسطيني في لبنان، جملة من النصائح والتحذيرات للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، لتوخي الأضرار البشرية خلال العاصفة التي من المتوقع أن تتواصل بمعدلات تصاعدية حتّى نهاية الأسبوع الأوّل من شهر شباط/ فبراير الجاري.
ودعا الدفاع المدني اللاجئين، إلى تجنب تجنب المرور داخل زواريب المخيمات، تجنباً لحدوث انهيارات في الجدران جراء سرعة الرياح، والتأكد من عدم وجود أي شيء على الاسطح يمكن ان يتطاير بفعل الرياح.
كما حضّ الدفاع المدني اللاجئين، على الانتباه في حال اشعال الفحم لغض التدفئة، تجنباً للحريق او الاختناق. علماً أنّ الفحم بات أحد وسائل اللاجئين للحصول على الدفء بسبب شحّ الكهرباء وغلاء أسعار المحروقات بشكل كبير.
كما حذّر الدفاع المدني في تعميمه، من الاقتراب من علب الكهرباء، وذلك تجنباً للحوادث الكهربائية وخصوصاً الأطفال.
الجدير ذكره، أنّ عواصف الشتاء لهذه الموسم، من المتوقع ان تخلف اضراراً أكبر على اللاجئين، نظراً لضعف القدرة على اصلاح الأضرار، وعدم تكفل أي جهة سواء وكالة "أونروا" او منظمة التحرير، في معاونة الأهالي لتجاوز أضرارهم، حسبما علّق الناشط موعد لموقعنا.
وتبلغ تكلفة تركيب الواح الطاقة الشمسية الخاصة بتوليد الكهرباء، نحو 3500 دولار على الأقل، تبعاً لحجم الالواح القدرة التوليدية، في وقت بات يتجه العديد من اللاجئين الفلسطينيين للتدبر تكلفتها وتركيبها، نظراً لشحّ التغذية الكهربائية الحكومية، وغلاء تسعيرة الاشتراك التي باتت تبلغ أكثر من 100 دولار شهرياً.
يأتي ذلك، في وقت بلغت فيه نسب الفقر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 93%، حسبما كشفت مستشارة الإغاثة والخدمات لدى الوكالة "دورثي كلاوس".