أكدت مصادر محلية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية شرق سوريا، حاجة المئات من النازحين في الجوامع ومراكز الإيواء، إلى مساعدات عاجلة تتضمن وسائل تدفئة وملابس وبطانيات وعدد لوجستية، ومستلزمات غذائية، وسط استمرار مغادرة السكان لمنازلهم خوفاً من انهيارها.
"أبو هاشم فرحات" أحد أبناء المخيم أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ أكثر من 70 أسرة قضت ليلتها في جامع فلسطين في المخيم، معتمدةً على الجهود الإغاثية للأهالي والمتطوعين.
وقال فرحات، إنّ الأهالي متخوفون من المبيت في منازلهم، خوفاً من الهزّات الارتدادية، وهذا ما يدفع الكثير من العائلات لمغادرة منازلها، بسبب تصدعات في الأبنية أحدثها الزلزال، وتلاصق مباني المخيم، ما يجعل انهيار أحدها يؤثر على البقية.
وأشار اللاجئ، إلى أنّ العديد من النازحين، ما تزال منازلهم واقفة ولكن هناك تخوفات حقيقة من انهيارات بسب توالي الهزات الارتدادية حتّى أوقات متأخرة من ليل أمس.
وتنوعت مقاصد الأهالي بين المساجد ومدارس وكالة "أونروا" التي فتحت أبوابها لاستقبال النازحين، إضافة إلى ملاعب كرة القدم والأندية الرياضية المحيطة بالمخيم.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت إنّ حوالي 300 لاجئ من أبناء المخيم، يبيتون في مدارس الوكالة في المخيم، نظراً لكون بيوتهم غير آمنة وغير مستقرة.
كما استقبلت ملاعب نادي حطين في مدينة اللاذقية، العشرات من أبناء المخيم الذين غادروا منازلهم، وسط طلب كبير على الإغاثة وتقديم العون الغذائي وخصوصاً لعشرات الأطفال، سواء في المدارس أم في المساجد وملاعب الأندية الرياضية.
وحول هذه الأعداد من النازحين واحتياجاتهم، قال أحد النشطاء المتطوعين في عمليات الإنقاذ والإغاثة " أحمد خلف" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّ معظم منازل المخيم ليس آمنة، ولا يوجد جهة حتّى الآن قامت بكشف على المنازل وتحديد صلاحيتها، وهو ما يدفع الأهالي لمغادرتها خوفاً على حياتهم.
وأضاف خلف، أنّ المنازل القريبة من البحر، معظمها بحالة إنشائية سيئة وتعاني من تآكل جدرانها بسبب الرطوبة، فيما إثر الزلزال على العديد من أساساتها، وهذا يجعلها غير آمنة وبالتالي ستبقى أزمة النزوح لفترات طويلة، حسبما أشار.
وأكّد الناشط، حاجة النازحين في مدارس وكالة "أونروا" إلى مازوت للتدفئة نظراً لبلوغ درجات الحرارة أدنى معدلاتها وخصوصاً خلال الليل.
وقال خلف، إنّ مدافئ المازوت لم يجر تشغيلها يوم أمس في مدرسة "جبع" التابعة للوكالة والتي تضم العشرات من النازحين، إلّا 4 ساعات فقط، في حين يجب ان تبقى المدافئ مشتعلة طوال اليوم، نظراً لوجود عشرات الأطفال وكبار السنّ.
ونقل الناشط خلف، مطالب الأهالي لوكالة "أونروا" بتوفير لوازم التدفئة، إضافة إلى الفراش والبطانيات والملابس الضرورية. مشيراً إلى أنّ الأهالي يعتمدون على ما جلبوه من منازلهم قبل مغادرتها، فيما تعمل فرق من المتطوعين على تأمين بعض الاحتياجات.
من جهتها، قالت وكالة "أونروا" إنّها تعمل على مواصلة تقديم المساعدات والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، بما في ذلك الصحة النفسية، استجابة للاحتياجات المتزايدة، وبالتعاون الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة في سوريا، فإن الأونروا مستعدة لتوفير المأوى للنازحين."
فيما أشار سفير السلطة الفلسطينية في سوريا سمير الرفاعي مساء أمس الإثنين، إلى أنّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تقوم بالعمليات اللازمة، وإقامة مراكز إيواء للعائلات التي تصدعت منازلهم، لتقديم الخدمات اللازمة.