العمل الثقافي الفلسطيني يتجدد خارج المخيمات المدمرة في سوريا

الأربعاء 12 ابريل 2023
صورة أرشيفية من عرض "عرس الزيتون" لـفرقة نداء الأرض للمسرح الراقص
صورة أرشيفية من عرض "عرس الزيتون" لـفرقة نداء الأرض للمسرح الراقص

امتدت الحرب السورية إلى العديد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وصارت مخيمات مثل اليرموك وخان الشيح ودرعا ساحات لمعارك عسكرية. وزاد الطين بلة أنّ أوضاع المخيمات الفلسطينية حسمت عسكرياً وهدمت بفعل الطيران الروسي والسوري في العام 2018، خصيصاً مخيم اليرموك، الذي أفرغ من سكانه بالكامل في العام المذكور، بعد إفراغ تدريجي بفعل احصار استمر منذ 2013 حتى العام المذكور.

استدعى ذلك، وجود تجمعات فلسطينية في عدد من مناطق وأحياء مدينة دمشق وريفها مثل قدسيا، وجرمانا، وعزز من حضورهم في حي الشاغور، منطقة الأمين، التي احتوت العديد من النازحين عن المخيمات، والذين تبلغ نسبتهم 40% من عموم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بحسب أرقام نشرتها وكالة "أونروا" في تقارير النداء الطارئ الخاصة بـ الأزمة السورية.

هذه التجمعات فرزت شتاتاً فلسطينياً جديداً يختلف كلياً عن شتات نكبة العام 1948، ونكسة العام 1967، نستطيع أن نطلق عليه شتاتا فلسطينيا سوريا، في دمشق وريفها، هذا ما يتطلب عناية وطنية فلسطينية بهذا الشتات، خاصة من البوابة الإنسانية والثقافية والمعرفية والسياسية، وهي تجمعات بعيدة نسبياً عن المناطق القديمة، فبرز تجمع في قدسيا، وتجمع في جرمانا، وتعزز حضور مخيم جرمانا بريف دمشق.

 بعد هذه السنوات الطويلة لهذه التجمعات، عززت أشكال غير نمطية من النشاط والحضور الثقافي والفني من زاوية تغير المكان والجمهور.

 

حضور الفنون البصرية

حضور الفنون البصرية لم يتوقف أبداً منذ الخروج من المخيمات الأصلية مثل اليرموك وخان الشيح وغيره من المخيمات المنتشرة في دمشق وريفها، حيث عمل اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين على استمرار معرضه السنوي في يوم الأرض الفلسطينية 30آذار من كل عام، إلى جانب معرض سنوي في الخريف، ومعرض اللوحة الصغيرة، وفي هذه المعارض يحضر عددا كبيرا من الفنانين منهم ( الراحل عبد المعطي أبو زيد، إبراهيم مؤمنة، محمود خليلي، محمد الركوعي, محمد الطنجي، علي جروان، أحمد الخطيب، رندة تفاحة، الراحل علي الكفري، ناديا عامر، وشريف مصطفى)، ويضاف إلى المعارض الجماعية عدد من المعارض الفردية  في كل عام، منها معرض للفنان التشكيلي المشهور محمد الركوعي في المنتدى الاجتماعي في دمشق، ومعرض خاص بالمصور معتز موعد قبل أكثر من عامين.

 وإلى جانب هذا النشاط الفني البصري، هناك نشاط فني تراثي لنادي فتيات فلسطين الذي انتقل مقره من مخيم اليرموك إلى أحد البيوت الدمشقية القديمة، ويحتوي على ورش عديدة، ويعرض منتجات النادي بأشكال المتنوعة من اللوحة التراثية إلى الأزياء الشعبية الفلسطينية حيث يأخذ النادي على عاتقه مهمة الدفاع والحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني في مواجهة تغول الكيان الصهيوني في سرقة التراث الشعبي الفلسطيني على أنه تراث "إسرائيلي."

6.jpg

ويظهر ذلك من خلال (المطرزات، إكسسوارات مطرزة، مسابقة طفلك بالزي الفلسطيني، الأكلات الشعبية الفلسطينية "المسخن، والمفتول"، وبازارات لبيع المطرزات والأزياء الشعبية للمدن الفلسطينية)، بالإضافة إلى ذلك يوجد شكلين لنشاط النادي من خلال فرقة نداء الأرض للغناء بقيادة أحمد عمايري، وكأن آخر نشاط لها في حفل تخريج طلاب معهد دمشق المتوسط (DTC) وفرقة نداء الأرض للمسرح الراقص، وآخر عرض قدمته كان بعنوان "حكاية عشق فلسطينية."

ويلعب منتدى كوشان في مخيم خان دنون دوراً ثقافياً بارزاً حيث استقبل الممثل والفنان التشكيلي ومقدم البرامج محمود خليلي في ندوة خاصة بعنوان المسرح الفلسطيني، نشأة وطموح.

 ولا يمكن نسيان تكريم الفنان الفلسطيني تيسير إدريس في مهرجان فاس السينمائي بالمغرب في العام2022.

إنّ هذه الأنشطة على مستوى الفنون البصرية يؤكد أن غياب المخيمات الأساسية، أضعف النشاط الفني البصري على صعيد السينما والمسرح الفلسطيني، والفنون البصرية، لكنه لم يوقفها تماماً، إنما بقي الباب مفتوحاً لنشاط فنون بصرية يعتمد بشكل أساسي على الفن التشكيلي، والتراث الشعبي الفلسطيني.

حضور الثقافة والمعرفة

لم يقتصر الحضور الفلسطيني على النشاط الفني البصري، وإنما استمر في العديد من المؤسسات الفلسطينية، ودور النشر الخاصة، والنشاط الخاص لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في مقره بشارع مرشد خاطر في العاصمة السورية دمشق.

 ومن أهم نشاطاته في العام الجديد، نقاش مجموعة قصصية بعنوان "الانحاء يساراً" للقاصة والروائية سوزان الصبعي، وشارك فيها النقاد (د. غسان غنيم، د.حسن حميد، الكاتبة سوسن رضوان، ومدير الجلسة القاص والصحفي علي الراعي).

 وكانت الصبعي قد فازت بجائزة حنا مينة للرواية في العام2022, عن روايتها "ارقصي كأنك النون", من ضمن مسابقات وزارة الثقافة السورية الثقافية في الهيئة العامة للكتاب، وتسلمت جائزتها في حفل ثقافي أقيم بتاريخ 24/11/2022, في قاعة المحاضرات الرئيسة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

 وناقشت جمعية القصة والرواية في الاتحاد، المجموعة القصصية "كالوهم أو أشد قيلاً" للقاص أحمد رزق حسن، وشارك فيها النقاد (بشار بطرس، أحمد هلال، د.بكور عاروب، وعمر سعيد)، بالإضافة إلى النشاط الدوري مثل استضافة الناقد والروائي والإعلامي (عمر محمد جمعة)، والقراءات القصصية والشعرية والورشة القصصية الموسوعة، وكان الاتحاد قد احتفى بالعديد من الأدباء والكتاب الفلسطينيين الراحلين.

6-1.jpg

وإلى جانب اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين استمرت دار كنعان للدراسات والنشر حيث أصدرت العديد من الكتب ذات التوجه الفلسطيني منها رواية"أم البوية" للكاتب الدكتور محمد أبو ناموس في العام الفائت.

وكذلك صدر للروائي والقاص الدكتور حسن حميد رواية" كي لا تبقى وحيداً"، وعن اتحاد الكتاب العرب صدرت ثلاث نصوص مسرحية للكاتب سامر منصور هي (زيوسنينتا، اللوحة الناقصة، والفرح السام).

 وفي بداية العام 2023 الجاري صدرت للروائي والسينمائي وليد عبد الرحيم عن دار يلمون الجديدة رواية" زريف الطول"، وفي العام السابق 2022, عن ذات الدار رواية" لست حيواناً".

كل هذا يعد عينة غير إحصائية مما صدر للكتاب الفلسطينيين، ومن نشاط الاتحاد الثقافي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد