بعد مرور 75 عاماً على النكبة، ما يزال غالبية الفلسطينيين مشردين خارج فلسطين، تحول القوة العسكرية القاهرة للغزاة الصهاينة دون عودتهم لديارهم التي أخرجوا منها عنوة، ومع ذلك ورغم ضراوة هجمة المنظومة الصهيونية عليهم، فإن عددهم على أرض فلسطين المحتلة أكثر من أعداد المستوطنين الصهاينة الذين توفر لهم منظومة الاحتلال كل أشكال التحفيز للاستيطان في فلسطين والاستيلاء على أراضي أهلها.
تظهر خارطة التوزيع السكاني للفلسطينيين، الأثر المباشر للسياسات المسلطة عليهم والساعية لتشريدهم، وكذلك تضافر أدوار الحصار والتجويع والتمييز الممنهج ضد الفلسطينيين في الدول المضيفة لمخيماتهم، كأدوات طرد ودفع لهم نحو الشتات البعيد عن وطنهم الأم.
قادت سياسات وعوامل الطرد لإخراج مئات آلاف الفلسطينيين من دول الطوق إلى الشتات البعيد، الذي تتشكل فيه مجتمعات فلسطينية جديدة في ظروف وعوامل مغايرة، ورغم صعوبة ظروف معظم الفلسطينيين في بلدان اللجوء الجديد، فإنهم يظهرون حيوية متزايدة في الدفاع عن حقوقهم وقضيتهم وتمسكهم بحق العودة لأرضهم.
تحاول ورقة حقائق تحمل عنوان (75 عاما على النكبة: خارطة الانتشار الفلسطيني بين التجذر والتشريد) رسم خارطة للوجود الفلسطيني في العالم، مستندة إلى المعطيات التي توفرها المصادر المتعددة، رغم الصعوبة المتمثلة في تضارب أرقام ومعطيات هذه المصادر، واستناد كثير منها إلى التقديرات، وليس إلى إحصاءات دقيقة، وهو ما يحتاج جهداً فلسطينياً رسمياً ومجتمعياً ومؤسسياً للتغلب عليه.
وتخلص الورقة إلى أن 75 عاماً على النكبة تشبث فيها من بقي من الفلسطينيين ضمن حدود فلسطين التاريخية بأرضه، مواجهاً موجات لم تنقطع من محاولات الطرد والتهجير الصهيونية، واليوم يتجذر في أرض فلسطين أكثر من (7.1 مليون) من الفلسطينيين الذين يخوضون المواجهة اليومية الاحتلال ومنظومته.
وفي دول الطوق على تخوم فلسطين المحتلة حيث يقبع اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات حولها الظلم والإجحاف والاستهداف لمعازل لا تصلح لأي نوع من الحياة، وطارد التنكيل والتمييز والتجويع أهلها، ورغم ذلك ما زال الفلسطيني متشبثاً بحقه في العودة ممسكاً بصفيح المخيم وبؤسه كعنوان لاستمرار اللجوء والمأساة وعدم التخلي عن الحق الإنساني والوطني والسياسي، ذلك رغم النزيف المستمر الذي يشكل اليوم شتاتاً جديداً في قارات العالم ربما يذكّر العالم الغربي وداعمي الكيان الصهيوني في قلب عواصمهم ومدنهم أن هناك مسؤولية تقع عليهم حول تشريد هذا الشعب واستمرار معاناته ولجوئه وتشريده، وأيضاً نضاله.
لتحميل وقراءة الورقة اضغظ هنا