شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن يوم أمس السبت 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، مظاهرة وُصفت بالأكبر في تاريخ العاصمة الأمريكية تخرج للتنديد بـ "إسرائيل" والمطالبة بحرية الفلسطينيين، ووقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد أهالي قطاع غزّة والمتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وتجمعت الحشود في ساحة "الحرية" بالقرب من البيت الأبيض، تلبية لدعوة أطلقتها منظمات نقابية وحركات حقوقية ومدنية ويسارية، والجاليات العربية في الولايات المتحدة. تحت عنوان " مسيرة وطنية إلى واشنطن_ فلسطين حرّة" وندد المتظاهرون بسياسات الرئيس جو بايدن، ورفعوا ملصقاً بأسماء الشهداء الفلسطينيين المدنيين وبلغ عددهم أكثر من 9500 شهيد.
المظاهرة التي استمرّت لساعات، قدّرت وكالات إعلامية أعداد المشاركين فيها بين 300 ألف إلى نصف مليون مشارك، جاؤوا من مختلف الولايات والمناطق، ورفعوا يافطات كتب عليها شعارات مثل "حياة الفلسطينيين مهمة" و"دعوا غزة تعيش" و"دماؤهم على أيديكم"، فيما تميّز الحشد بحضور شبابي غالب على المظاهرة، كما ندد المتظاهرون بسياسة الحزب الديمقراطي المنحازة بشكل مطلق لقادة اليمين الصهيوني المتطرف في " إسرائيل".
مراقبون، رؤوا في المظاهرة حدثاً مهماً وغير مسبوق في إطار رفض الانحياز الأمريكي لـ "إسرائيل"، لا سيما أنّ الحضور يمثّل شريحة شبابية من ناخبي الحزب الديمقراطي، فيما يعكس تزايد الرفض داخل شريحة الناخبين الشبّان، ما قد يؤثر على سياسات وخيارات الرئيس "بايدن" في الأيام المقبلة.
ونقلت وكالة " فرانس برس" عن إحدى المُشاركات "ياسمين إيمان" التي جاءت من نيويورك للمشاركة: "لن نصوت للحزب الديموقراطي" حين يترشح بايدن لولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وأضافت "سنتأكد من أن جميع من نعرفهم لن يصوتوا للحزب الديموقراطي لهذا السبب"
كما خرجت في عدة عواصم ومدن أوروبية السبت 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، مظاهرات حاشدة وصفت بالأضخم منذ بدء حرب الإبادة " الإسرائيلية" ضد أهالي قطاع غزّة ودخلت يومها الـ 29، وطالبت بوقف فوري للحرب، ونددت بالمجازر المتواصلة وبقصف المستشفيات ومراكز الإيواء، وبالحرية والعدالة للفلسطينيين.
واحتشد عشرات الآلاف في مدن باريس وتولوز الفرنسية، والعاصمة الألمانية برلين، والعاصمة البريطانية لندن، إضافة إلى مدن دبلن في ايرلندا، وأورهوس في الدانمارك، وميلانو الإيطالية، والعاصمة النمساوية فيينا وعدد من المدن الأخرى في القارة الأوروبية.
في العاصمة الفرنسية باريس، استجاب عشرات الآلاف للمشاركة في مظاهرة دعت إليها الجاليات العربية والمغاربية ونقابات عمالية وحركات يسارية فرنسية وحركة "يهود من أجل السلام" المعادية للصهيونية، تنديداً بالمجازر "الإسرائيلية" المتصاعدة ضد المدنيين، واستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء.
وجابت المظاهرة، شوارع العاصمة الفرنسية وصولاً إلى ساحة الجمهورية وسط العاصمة، وا حتشد مئات من الناشطين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية في ساحة الجمهورية بباريس، رغم محاولات المنع والتضييق التي تعرض لها المنظمون خلال تقدمهم بالحصول على ترخيص.
وأفاد ناشطون، أنّ السلطات الفرنسية اشترطت، عدم الهتاف بشعارات مناهضة للكيان "الإسرائيلي" تصفها بـ "معادية للسامية" وعدم رفع صور ورموز لشخصيات تعتبرها الحكومة "إرهابية" كما حددت مسار المظاهرة ومدّتها.
كما خرج الآلاف مدينة "تولوز" الفرنسية، في مظاهرة نظمتها حركة "فلسطين ستنتصر" بمشاركة الجاليات العربية ونقابات عمالية، نددت بمجازر الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة.
ودعا المتظاهرون في بيان ألقي خلال المظاهرة، لمقاطعة الشركات والمنتجات التي تدعم كيان الاحتلال وجيشه، كمتاجر "كارفور" الفرنسية وسواها، ودعوا الى مقاطعة كيان الاحتلال الاستعماري الصهيوني العنصري اقتصادياً وثقافياً.
وفي العاصمة البريطانية لندن، احتشد عشرات الآلاف من أبناء الجاليات العربية والآسيوية والمتضامنين مع فلسطين، في ميدان "ترافالغار" وسط العاصمة تنديداً بمجازر الاحتلال " الاسرائيلي"
ورفع المشاركون شعارات من قبل "عار على العالم المتفرج على قتل الأطفال" وطالبوا الحكومة البريطانية بالكف عن دعم حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وطالبوا بوقفها فوراً.
ولبّى عشرات الآلاف في العاصمة الألمانية برلين، دعوات التظاهر التي أطلقها نشطاء عرب ومتضامنون ألمان، وشاركت فيها نقابات عمالية ألمانية وطيف واسع من الحركات السياسية اليسارية المؤيدة للحق الفلسطيني.
وندد المتظاهرون بالصمت الدولي حيال مجازر الاحتلال، واستهداف مدارس الإيواء والمستشفيات، ورفع يافطات كتب عليها " أصمتوا حين ينام الأطفال وليس حين يموتون."
كما جاب الآلاف، شوارع العاصمة النمساوية "فيينا" للمطالبة بوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة وإنهاء وجود الاحتلال "الإسرائيلي" على أرض فلسطين.
وتوافد الآلاف الى شوارع مدينة ميلانو الإيطالية، تلبية لدعوة التظاهر التي أطلقها نشطاء، تنديداً بمجازر الاحتلال " الإسرائيلي" في غزة، وللمطالبة بالوقف الفوري للحرب، بمشاركة واسعة من قبل النقابات والأحزاب العمالية الإيطالية.