وقع آلاف الناشطين الأميركيين على عريضة إلكترونية أرسلت بشكل مباشر إلى البيت الأبيض، تطالب الرئيس الأميركي "جو بايدن" بالتدخل الفوري لوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، وفرض حظر على الأسلحة المقدمة إلى "إسرائيل" التي تنفذ مجازر يومية منذ 84 يوماً، وفي المقابل أعلنت الولايات المتحدة مرة أخرى هذا الشهر موافقتها على بيع طارئ للأسلحة إلى "إسرائيل" متجاوزة الكونجرس الأمريكي.
وتشير العريضة، التي تحث الرئيس الأميركي على التدخل العاجل والفوري لوقف العدوان على قطاع غزة، إلى "ضرورة وقوفه إلى جانب الحق باستخدام صلاحياته لتنفيذ ذلك، وأن هذا أصبح ضرورة أخلاقية لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح البريئة، وكي لا تبقى سلامة وحياة المدنيين الفلسطينيين مسألة أخلاقية انتقائية أو بيدقاً في السياسة الانتخابية".
وتشدد العريضة على أهمية تراجع الرئيس "بايدن" عن دعمه لحرب الإبادة التي راح ضحيتها 21 ألفاً و507 شهداء و 55 ألفاً و915 مُصاباً "وكل يوم لا يتوقف فيه إطلاق النار وحظر الأسلحة، سيُقتل المزيد من الفلسطينيين" بحسب العريضة.
مزيد من الأسلحة الأمريكية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي"
في المقابل، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" أبلغ الكونجرس بأنه اتخذ قرارًا طارئًا ثانيًا يتعلق ببيع أسلحة بقيمة 147.5 مليون دولار، من بينها بطاريات صواريخ وشواحن وبادئات لإشعال القذائف اللازمة لتشغيل قذائف المدفعية عيار 155 ملم التي اشترتها "إسرائيل" بالفعل.
وجاء في بيان الوزارة "نظرًا للحاجة الدفاعية المُلحة لإسرائيل، أبلغ بلينكن الكونجرس بأنه مارس سلطته المفوضة لتحديد وجود حالة طوارئ تستلزم الموافقة الفورية على التحويل".
وأضاف البيان "الولايات المتحدة مُلتزمة بأمن إسرائيل ومن الضروري للمصالح الوطنية الأمريكية ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تواجهها".
وأشارت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إلى أن هذا القرار الطارئ يعني أن عملية الشراء ستتجاوز مرحلة المراجعة التي يفرضها الكونجرس عادة على مبيعات الأسلحة الأجنبية، وكان "بلينكن" اتخذ قرارًا مُماثلًا في التاسع من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري للموافقة على بيع ما يقرب من 14 ألف دانة من الذخيرة المدرعة بقيمة تزيد على 106 ملايين دولار.
وجاءت كلتا الخطوتين بينما لا يزال طلب الرئيس "جو بايدن" بحزمة مساعدات لأوكرانيا والكيان "الإسرائيلي" و"احتياجات أمنية أخرى" مُعطلًا في الكونجرس، ودعا بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين إلى جعل المساعدات الأمريكية المقترحة وقيمتها 14.3 مليار دولار للكيان "الإسرائيلي" مشروطة "بخطوات ملموسة من حكومة بنيامين نتنياهو، للحد من الإصابات المدنية في قطاع غزة" وفق اقتراحهم.
بالتزامن مع الخطوات الأمريكية الرسمية في مواصلة تقديم الدعم للحكومة "الإسرائيلية"، تتواصل المظاهرات الرافضة لهذه السياسات.
واليوم الجمعة، شارك مئات المتظاهرين، متشحين بالسواد وحاملين دمى تمثل الأطفال الشهداء بقطاع غزة، في موكب جنائزي رمزي في مدينة نيويورك الأميركية للمطالبة بوقف إطلاق النار ووقف المجازر الدموية المرتكبة بحق المدنيين والأطفال الفلسطينيين.
وسار موكب المتظاهرين على صوت قرع الطبول، خلف لافتة كتب عليها "وقف إطلاق النار الآن" وصولاً إلى ساحة تايمز سكوير في مانهاتن، وحمل المتظاهرون صوراً لأطفال فلسطينيين استشهدوا في غزة.
وقالت المتظاهرة غريس ليل (64 عاماً) لوسائل الإعلام: "نريد أن نلفت الانتباه إلى حقيقة أنه حتى الآن، قُتل ما يقرب من 10 آلاف طفل، دون احتساب باقي الضحايا، في غزة نتيجة لهذا القصف والاعتداء المروع الذي يستمر بلا هوادة".
وأعرب المتظاهر ستيفن يانكو (39 عاماً)، عن أمله في أن "تتمكن المسيرة من إشعار الناس بإنسانية شعب غزة، والفلسطينيين، وكل شخص في المنطقة، وكل الشعوب".
وطالب المتظاهرون بالضغط على الحكومة الأميركية، الحليف الرئيسي لـ "إسرائيل"، التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرار في مجلس الأمن يدعوان إلى "وقف إطلاق النار" لأغراض إنسانية في غزة.