حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني"، في تصريح نشرته الوكالة الخميس 1 شباط/فبراير، من أنّ الوكالة الدولية قد تضطر إلى وقف عملياتها في حلول نهاية شهر شباط/ فبراير الجاري، في حال استمر تعليق 16 دولة تمويلها على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت عدّة دول قد أوقفت تمويلها لوكالة "أونروا" عقب مزاعم "إسرائيلية" حول مشاركة موظفين لديها بعميلة طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

وأوضح "لازاريني" أنّ الدول المانحة التي علّقت تمويلها، حرمت وكالة "أونروا" من 440 مليون دولار، ما قد يضطر الوكالة إلى إيقاف عملياتها ليس فقط في قطاع غزة، بل في جميع أنحاء المنطقة.

وقال المفوض العام للوكالة: "في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في غزة بلا هوادة، وفي الوقت الذي تدعو فيه محكمة العدل الدولية إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، فإن هذا هو الوقت لتعزيز الأونروا وليس إضعافها".

وأكد لازاريني على أنّ الوكالة لاتزال أكبر منظمة إغاثة في واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم، وقال: "إنني أكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاستئناف التمويل للأونروا".

ويأتي إيقاف التمويل، في وقت يعاني فيه أهالي قطاع غزة، أزمة إنسانية في ظل مجاعة تلوح بالأفق خصوصاً في مناطق الشمال التي لم تتمكن فرق المساعدات من وصولها جراء رفض الاحتلال دخول البعثات الإغاثية إلى المنطقة، حسبما أكّد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "أوتشا"، بالتوازي مع تحذيرات أطلقتها "أونروا" من تداعيات الجوع على أكثر من 750 ألف انسان في عموم قطاع غزة، قالت: إنّهم يواجهون جوعاً كارثياً.

اقرأ/ي ايضاً: 750 ألف غزّي يواجهون جوعاً كارثياً مع تزايد معدلات رفض الاحتلال إدخال المساعدات

مدير شؤون "أونروا" في غزة ونائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة "توماس وايت" نبّه في تصريحات له اليوم الخيمس، من تداعيات أزمة النزوح في قطاع غزة، وخصوصاً في منطقة رفح جنوبي القطاع، في سياق الحديث عن تبعات وقف التمويل، وقال: "لقد أصبحت رفح بحراً من الناس الفارين من القصف".

وأوضح "وايت"، أنّ عشرات الآلاف من الأشخاص اضطرّوا للفرار إلى الجنوب بسبب القصف والقتال في خان يونس خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى أكثر من 1,4 مليون شخص محشورين بالفعل في محافظة رفح الجنوبية.

وأضاف: أنّ معظم النازحين وخصوصاً في خان يونس نزحوا عدّة مرات، ويعيشون في مبان مؤقتة أو في خيام أو في العراء، وهم يخشون الآن أيضاً أنهم قد لا يتلقون بعد الآن أي طعام أو مساعدات إنسانية أخرى من الوكالة، فيما يواصل موظفو الوكالة توفير الخيام والمستلزمات لهم، رغم أنّهم أنفسهم نازحون.

وتابع "وايت": أنّ ما يقرب من مليوني شخص غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال في مختلف أنحاء قطاع غزة، يعتمدون على وكالة "أونروا" من أجل بقائهم على قيد الحياة في الوقت الذي تدير فيه الوكالة الملاجئ المكتظة والمعونات الغذائية والرعاية الصحية الأولية.

وأشار الى استمرار التقييد الكبير لوصول المساعدات الإنسانية، ما يزيد الأوضاع الإنسانية سوءاً، وخصوصاً في مناطق الشمال "حيث تلوح المجاعة بالأفق ولم تتمكن الأونروا من الوصول سوى بشكل محدود".

وقال وايت: "تلقت الأونروا تقارير تفيد بأن الناس في المنطقة يطحنون علف الطيور لصنع الدقيق"، مضيفا: "نواصل التنسيق مع الجيش الإسرائيلي لنتمكن من الذهاب إلى الشمال، إلا أن ذلك لم يتم السماح به إلى حد كبير".

أهالي قطاع غزة لن ينجوا من هذه الأزمة الإنسانية الحادّة دون وكالة الأونروا

ولفت وايت إلى حاجة الأهالي للطعام جراء الجوع في مناطق الشمال، وقال: "عندما يسمح أخيرا لقوافلنا بالذهاب إلى المنطقة، يهرع الناس إلى الشاحنات للحصول على الطعام وغالبا ما يأكلونه على الفور".

وحذّر مدير شؤون "أونروا" ومنسق "أوتشا" في فلسطين المحتلّة، من أنّ أهالي قطاع غزة لن ينجوا من هذه الأزمة الإنسانية الحادّة دون وكالة "أونروا".

وتقدم وكالة "أونروا" خدمات الإغاثة والتشغيل لأكثر من 5 مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن، في ظل ازدياد الطلب على الإغاثة بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، مع ازدياد الأزمات الاقتصادية، وانتشار نسب فقر تجاوزت 90% في كلا الاقليمين واللبناني والسوري، ما فجّر مخاوف واسعة من انعكاس وقف التمويل على المساعدات الانسانية.

اقرأ/ي أيضاً: مخاوف فلسطينية في سوريا من أثر وقف دول تمويل "أونروا" على المساعدات الإنسانية

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد