أطلق فنانون ومنسقون ثقافيون ومدراء متاحف في إيطاليا، منضوون في إطار "تحالف الفن لا للإبادة الجماعية" عريضة عبر الانترنت، تطالب باستبعاد "إسرائيل" من المشاركة في مهرجان "بينالي البندقية" للفنون في دورته لعام 2024 لارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ووقع على العريضة حتّى تاريخ اليوم الأربعاء 28 شباط/ فبراير نحو 12500 شخص، واستندت المجموعة في قرارها، على قرار مماثل اتخذه قبل عامين "بينالي" إحدى المؤسسات الثقافية الرئيسية في إيطاليا، بحظر مشاركة أي شخص على علاقة بالحكومة الروسية تنديداً بــ"غزو موسكو للأراضي الأوكرانية".
ومن المقرر أن تبدأ فعاليات " البينالي" في الفترة الممتدة بين 20 نيسان/ إبريل، و 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، وستضم نسخة هذا العام أجنحة من 90 دولة، تحت عنوان "الأجانب في كل مكان"
لا يوجد جناح للإبادة الجماعية في بينالي البندقية
وجاء في العريضة: "نحن الموقعون أدناه، ندعو إلى استبعاد إسرائيل من بينالي البندقية، وبينما يستعد عالم الفن لزيارة ديوراما الدولة القومية لجيارديني، نقول: إن عرض الفن الذي يمثل دولة متورطة في فظائع مستمرة ضد الفلسطينيين في غزة أمر غير مقبول".
وذكرت العريضة أنّه "لا يوجد جناح للإبادة الجماعية في بينالي البندقية"، وأضافت أنّ "أي تمثيل رسمي لإسرائيل في الساحة الثقافية الدولية يُعدّ بمثابة تأييد لسياساتها والإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة"
وانتقدت العريضة، ازدواجية المعايير التي تمارس تجاه ما يجري في قطاع غزة، وقالت: "نشعر بالاستياء من ازدواجية المعايير هذه"، وذكرت أنّ معرض "بينالي البندقية" سبق له وأن حظر جنوب افريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري التي تمثلت في حكم الأقلية البيضاء إبان حكم نظام " الأبارتهايد" إضافة إلى استبعاده روسيا لغزوها أوكرانيا في 2022.
وجاء فيها: "وبينما يمضي الجناح الإسرائيلي قدماً، فإن عدد قتلى الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية يتزايد يومياً، وبينما يخطط فريق التنظيم الإسرائيلي لجناح الخصوبة الذي يعكس الأمومة المعاصرة، قتلت إسرائيل أكثر من 12 ألف طفل ودمرت إمكانية الوصول إلى الرعاية الإنجابية والمرافق الطبية، ونتيجة لذلك، تجري النساء الفلسطينيات عمليات قيصرية دون مخدر، ويلدن في الشارع".
وذكّرت العريضة، بقرار محكمة العدل الدولية وما أكدته في قراراتها، من أنّ "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وطالبت الاحتلال بإجراءات مؤقتة لمنع استمرار الإبادة.
وقالت العريضة: "إن العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة منذ أشهر، بل وفي الواقع منذ عدة عقود، مستمر بغض النظر عن ذلك، في حين يعلن قادتها أنهم فوق القانون الدولي ويعلنون بجرأة عن نيتهم الإبادة الجماعية".
كما لفتت إلى أنّ الاحتلال يمارس إجراءات قمع للحريات الفلسطينية في كافة المجالات الثقافية والفنية والأدبية وكافة ميادين الحياة العلمية، مشيرةً إلى أنّه "لا توجد حرية تعبير في جريمة الحرب المتمثلة في الإبادة الجماعية الثقافية".