تحت عنوان "مع غزة جسد واحد" يشارك عدد من الشبان الفلسطينيين المتطوعين في صندوق الخير للزكاة والصدقات بمخيم الرشيدية جنوبي لبنان في جمع تبرعات من أجل تأمين مبالغ مالية وإرسالها إلى قطاع غزة بهدف إغاثة أهله الذين يواجهون منذ خمسة أشهر حرب إبادة "إسرائيلية " وحشية، وسط إقبال وتهافت من أهالي المخيم للتبرع.
وضعوا نقاطاً على مداخل المخيم وكذلك يجوبون الأزقة للدعوة إلى التبرع كما أطلقوا حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تأمين خيام للنازحين الذين قُصفت بيوتهم وتشردوا في القطاع المحاصر وأيضاً المساهمة في تأمين وقود للمستشفيات، كما يقول منسق الحملة محمد مصطفى.
استطعنا إيصال تبرعات سابقة وما نقوم به أقل القليل مقابل تضحيات أهالي غزة
يضيف مصطفى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الحملة تهدف إلى تأمين المبالغ المالية الكافية لإنجاز مجموعة من المشاريع، لعل أهمها مشروع الإيواء بتأمين خيام للأهالي النازحين في قطاع غزة، كذلك أيضاً مشروع تأمين الوقود والسولار لمستشفيات قطاع غزة ولتشغيل آبار المياه كحاجة أساسية لتيسير هذه الخدمات. يشير مصطفى إلى أن الحملة استطاعت التنسيق مع مجموعة من المؤسسات لإدخال وإيصال هذه المساعدات إلى أهالي القطاع كان منها مؤسسة الخير، موضحاً أن "تبرعات سابقة استطاعوا إيصالها عبر هذه المؤسسات إلى القطاع المحاصر".
من جهته، عبر المتطوع خالد أسعد بأن ما يقوم به المتطوعن في حملة هو أقل الواجب تجاه أهالي قطاع غزة ورداً على التضحيات التي يقدمونها.
نناشد السلطات المصرية لفتح معبر رفح كي تتمكن المساعدات من الدخول
وأشار إلى أن مسار عملهم يجري في اتجاهين: المسار الأول كان عن طريق تبرعات ميدانية عبر نقاط ثابتة في الدكاكين والمحال التجارية وكذلك عن طريق الحواجز، بالإضافة إلى التجول بين بيوت المخيم وجمع التبرعات, أما المسار الثاني فهو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً "أهمية تبرعات المغتربين الذين كان لهم الفضل الأكبر بالمساهمة في التبرع" مضيفاً أنهم تمكنوا جمع مبلغ يقارب مائة والأربعين ألف دولار أمريكي.
وتتملك القائمين على الحملة مخاوف مستمرة من عدم تمكنهم من إيصال المساعدات المطلوبة نتيجة تعنت الاحتلال "الإسرائيلي" في عدم السماح بإدخال مواد الإغاثة إلى قطاع غزة وتشديد الحصار عليه، وأيضاً إغلاق معبر رفح وعدم السماح سوى بإدخال عدد محدود من الشاحنات للقطاع لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع من غذاء ودواء ووقود ومياه.
وناشد المتطوع في الحملة حسن السيد السلطات المصرية ودول العالم من أجل فتح المعابر لإيصال هذه المساعدات إلى أهالي قطاع غزة.
ويوم الأربعاء 13 آذار/ مارس أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 27 طفلاً نتيجة سوء التغذية وعدم توفر حليب الأطفال في شمالي قطاع غزة، مشيرة على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة إلى عدم توفر أي نوع من أنواع حليب الأطفال في شمالي القطاع.
وتتعمق المجاعة في شمالي قطاع غزة مع استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لشاحنات المساعدات القليلة وكذلك استهداف الفلسطينيين أنفسهم أثناء تجمعهم في انتظار شاحنات المساعدات.
وكان المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" قد أكد يوم أمس حظر الاحتلال "الإسرائيلي" إدخال مساعدات طبية بالغة الأهمية بينها مستلزمات منقذة للحياة إلى قطاع غزة، منها مقصات جراحة الأطفال وأدوية التخدير وأسطوانات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي وأقراص تنظيف المياه وأدوية السرطان وغيرها من المستلزمات الطبية الضرورية.
وكشفت وكالة "أونروا" في تصريح سابق أن الانخفاض في توصيل المساعدات إلى غزة يبلغ نسبة 50% ، قائلة: إن الأمر "ينبع من الافتقار إلى الإرادة السياسية والضمانات الأمنية الناجمة عن العمليات العسكرية "لإسرائيلية وسط انهيار النظام المدني".