اجتماعات تحضيرية لـ "لمؤتمر الوطني الفلسطيني" في أمريكا وهولندا

الإثنين 08 يوليو 2024
اجتماعات تحضيرية لـ "لمؤتمر الوطني الفلسطيني" في أمريكا وهولندا
اجتماعات تحضيرية لـ "لمؤتمر الوطني الفلسطيني" في أمريكا وهولندا


عقدت شخصيات فلسطينية مقيمة في الولايات المتحدة وهولندا يومي السبت 6 والأحد 7 حزيران/ يوليو، عبر تقنية الفيديو (زووم)، اجتماعات تحضيريّة لأعمال "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الذي دعت إليه شخصيات وطنية فلسطينية خلال الأيام والأسابيع الفائتة.

ويهدف المؤتمر، بحسب الداعين إليه، إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد القيادة الفلسطينية لمواجهة التحديات الراهنة في ظل الأوضاع السياسية المتأزمة والحرب المستمرة على قطاع غزة.

في اجتماع الولايات المتحدة، افتتح اللقاء الكاتب والناشط السياسي أسامة أبو ارشيد، الذي أكد على التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة والسياسات الإسرائيلية العدوانية في الضفة الغربية.

وأوضح أبو ارشيد أن "المؤتمر الوطني الفلسطيني" يهدف إلى توفير صوت فلسطيني حقيقي يعبر عن تضحيات وصمود الشعب في نضاله من أجل التحرر، في ظل الفراغ السياسي الفلسطيني والمخططات الإقليمية والدولية التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، وأنّ المبادرة تسعى لإيجاد قيادة فلسطينية موحدة على أساس برنامج وطني مقاوم، لتكون بديلاً عن القيادة الحالية التي فشلت في تحقيق تطلعات الشعب.

عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر مصطفى البرغوثي، تحدث عن الأزمة العميقة التي يمر بها الفلسطينيون بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة احتلال الضفة الغربية، مما خلق وضعاً جديداً يتسم بإعادة الاحتلال ومشروع حسم سياسي وعسكري يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية واستكمال مشروع الضم والتهويد. وأكد البرغوثي أن المؤتمر يأتي لمعالجة الأزمة السياسية الفلسطينية الناتجة عن فشل المشروع السياسي لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ونهج أوسلو، بالإضافة إلى غياب الديمقراطية وعدم إجراء انتخابات منذ عام 2006.

وأشار البرغوثي، إلى أن البيان الصادر عن المؤتمر وضع الأسس السياسية للتعامل مع هذه الأزمة العميقة، مستنداً إلى الشراكة والعمل الوطني، مؤكدًا أن الهجوم الذي تعرض له البيان هو تضليل وتزوير، وأن البيان يدعو إلى قيادة فلسطينية موحدة على أساس برنامج وطني مقاوم.
 

أما عضو اللجنة التحضيرية معين الطاهر، شدد على أن المؤتمر يسعى لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتمثيلية للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين، وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة ترتقي إلى تحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وتواجه المخططات "الإسرائيلية" التي تهدف إلى فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
 

أما رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة، تناول في مشاركته، أهمية وجود مرجعية سياسية فلسطينية موحدة لحماية تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى تهميش منظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو، والتي كانت تمثل الوطن المعنوي للفلسطينيين.
 

وأكد بشارة أن المبادرة تدعو لعقد مؤتمر وطني فلسطيني لتفعيل طاقات الشعب الفلسطيني وتعزيز دور منظمة التحرير كقيادة موحدة، لمواجهة التحديات الإقليمية التي تسعى لإيجاد طرف يدير قطاع غزة تحت الوصاية "الإسرائيلية".
 

المشاركون في الاجتماع، من بينهم نشطاء ورجال أعمال وسيدات أعمال وأطباء ومهندسون وأكاديميون وباحثون وطلبة جامعات، أكدوا أهمية مبادرة "المؤتمر الوطني الفلسطيني".

نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، شدد على أهمية المبادرة في حماية ثوابت الشعب الفلسطيني، وأن تكون صوتاً فلسطينياً وطنياً في مواجهة المشاريع الدولية والإقليمية التي تواجه النشطاء الفلسطينيين في الولايات المتحدة.

بينما أكد خالد الترعاني، الناشط والخبير بالشؤون الأميركية والعلاقات الدولية، على ضرورة الوحدة الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، واستعادة الاعتبار للفئات الواسعة من الشعب الفلسطيني في الخارج.

أما أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتغرز عبد الحميد صيام، أشار إلى أهمية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وشمولية، وضرورة أن يكون المؤتمر جامعاً لمختلف أطياف الشعب الفلسطيني.

الناشط السياسي الفلسطيني من مخيم اليرموك نايف صمادي، تناول ما يميز هذه المبادرة عن غيرها وآليات العمل المرجوة لإعادة بناء منظمة التحرير ومؤسساتها، بينما شددت أستاذة الدراسات الإثنية ودراسة العِرق والمقاومة بجامعة سان فرانسيسكو، رباب عبد الهادي، على ضرورة وجود مرجعية سياسية وطنية فلسطينية، وأهمية التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه، بما في ذلك حق العودة.

في هولندا، افتتح اللقاء الناشط عمرو الواوي، وقدم لمحة عن مبادرة "المؤتمر الوطني الفلسطيني" وأهدافها الرئيسة، وأكد الواوي أن المبادرة تأتي في ظل مرحلة تاريخية مهمة من نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر، مشدداً على ضرورة تكثيف جهود الفلسطينيين للاستفادة من حالة التضامن العالمي مع قضيتهم.

2.1.jpg

أحمد جميل عزم، عضو اللجنة التحضيرية، أشار إلى غياب الوحدة الوطنية بين القيادات الفصائلية الفلسطينية، مما يعزز ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. وأوضح أن المبادرة جاءت نتيجة اجتماعات ومداولات سابقة، وأكد توقيع أكثر من 1390 شخصية فلسطينية من 45 دولة على بيان المبادرة.

أما معين الطاهر، أوضح أن المؤتمر يسعى لإنشاء هيئات تمثيلية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد القيادة والشخصيات الفلسطينية الفاعلة. وأكد أهمية مواجهة التحديات المقبلة بعد الحرب على قطاع غزة وضرورة وجود جهة فلسطينية ترفض مخططات "اليوم التالي".

رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا، أيمن نجمة، تحدث عن الأدوات التي تمتلكها المبادرة لتحقيق أهدافها بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد الجاليات. وأكد على أهمية المواءمة بين العمل الإغاثي والسياسي لضمان تحقيق الأهداف، مشيراً إلى ضرورة التركيز على هدف واحد لتحقيق النجاح.

أما الطبيب الفلسطيني نور عبد الرازق، تناول التحديات التي تواجه توحيد الجاليات الفلسطينية، مشيراً إلى ضرورة تفعيل وتعزيز العمل التشاركي بين الجاليات ووضع برنامج خطوات عملية لتحقيق الوحدة.

فيما شدد الأمين العام للجالية الفلسطينية في هولندا، أيمن نجمة، على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، وأهمية التركيز على الفرص المتاحة لتحقيق الأهداف المرجوة.

يذكر، أنّ أكثر من 1390 شخصية فلسطينية، بما في ذلك نشطاء، مهنيون، أطباء، باحثون، أكاديميون، فنانون، كتاب، صحافيون، شخصيات قانونية، طلبة جامعات، أسرى سابقون، وسياسيون من خلفيات متنوعة، وقعوا على النداء الداعي إلى مبادرة لقيادة فلسطينية موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية.

وتأتي هذه الاجتماعات، في إطار التحضير في بلدان مختلفة، للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، مع تأكيدهم على أهمية تنسيق المواقف وترتيب الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير.

وجاء الاجتماع التحضيري للشخصيات الفلسطينية في الولايات المتحدة وهولندا بعد عدة اجتماعات تحضيرية في فلسطين المحتلة، بريطانيا، لبنان، قطر، الكويت، إسبانيا، بلجيكا، فرنسا، والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الاجتماعات في الأسابيع المقبلة في دول عربية وغربية أخرى.

تقرأ/ي أيضا: اجتماع تحضيري في إسبانيا وبلجيكا تمهيداً لعقد "المؤتمر الوطني الفلسطيني"

وواجهت هذه المبادرة الشهر الماضي، انتقاداً من قبل حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذين أصدرا بيانين متطابقين، يهاجم الاجتماعات التحضيرية لعقد المؤتمر، فيما ردت اللجنة التحضيرية في بيان لها: بأن البيانين اتهما المبادرين بمحاولة خلق بديل لمنظمة التحرير، في حين أن المبادرة برمتها تدعو إلى عكس ذلك تماماً، أي إلى إحياء مؤسسات المنظمة، ووقف عملية تهميشها المتواصلة، وتحويلها إلى إطار جامع فعلًا للشعب الفلسطيني، بمن فيهم فصائل المقاومة والقوى السياسية والمدنية المختلفة، بحسب بيان لها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد