انطلق العام الدراسي الجديد 2024/2025، في محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة الذي حرم نحو 650 ألفاً من طلبة المدارس والجامعات من العملية التعليمية للعام الثاني على التوالي.
وتبدأ العملية التعليمية في المدارس بعد 10 أيام من عدوان شامل للاحتلال على محافظات الضفة الغربية خلفت 39 شهيداً في مدن ومخيمات طولكرم وطوباس وجنين ولاحقاً امتد لمدينة الخليل، وسط خراب واسع ودمار هائل في الأحياء والمنازل والبنى التحتية والمحال التجارية في أكبر اعتداء مارسه الاحتلال منذ عقدين على الفلسطينيين في الضفة الغربية بهدف النيل من المقاومة وإقصائها.
ومع بدء الدراسة في مدينة الخليل واصل الاحتلال اعتداءاته، وعرقل وصول الطلبة والمعلمين إلى 18 مدرسة في البلدة القديمة وسط المدينة، مما اضطرهم إلى سلوك طرق زراعية والتفافية طويلة.
وتقع البلدة القديمة بمدينة الخليل تحت سيطرة الاحتلال والمستعمرين حيث يتعرض طلبتها منذ العام الماضي، لاعتداءات الاحتلال والمستعمرين، حيث يمنعونهم من الوصول إلى مدارسهم مشيا على الأقدام.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه هؤلاء الطلبة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام صوبهم، وضربهم وإطلاق الكلاب البوليسية تجاههم، وتفتيش حقائبهم وغيرها من الاعتداءات.
6 آلاف طالب تأثروا بعدوان الاحتلال على مخيمات الضفة الغربية
وعاد أكثر من 800 ألف طالب في مدارس محافظات الضفة الغربية إلى المقاعد الدراسية في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث "أونروا"، في الضفة بما فيها القدس المحتلة، ويتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة.
وأعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة "أونروا" فيليب لازاريني أن العام الدراسي الجديد قد بدأ في الضفة الغربية بعد ما يقرب من 10 أيام من العنف والتدمير في محافظات الشمال.
#WestBank #education #Jenin pic.twitter.com/jX5aUZwqjM
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) September 8, 2024
وقال لازاريني في منشور عبر صفحته بمنصة (إكس):" تأثر بشكل مباشر 6000 فتاة وفتى في سن الدراسة في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة".
وبين أن الأضرار الجسدية والنفسية التي سببتها العملية العسكرية "الإسرائيلية" الأخيرة سوف تستغرق وقتًا طويلاً للتغلب عليها.
وأضاف أن فرق "أونروا" تعمل على تمكين جميع الأطفال من العودة إلى المدرسة مشيراً إلى أنه لا يمكن حرمانهم من التعليم مؤكداً على ضرورة حمايتهم وتعليمهم دائماً.
وفي ذات الصدد، قال وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم:" بالحفاظ على المسيرة التعليمية والمثابرة سنقهر المحتل الذي يستهدف الأطفال".
وأضاف برهم خلال افتتاح العام الدراسي الجديد 2024/2025 من مدرسة قريوت الثانوية للبنات جنوب نابلس: "نحن نفتخر بانتمائنا لهذه الأرض، ونعتز بأننا صامدون فيها، حراسا على مقدساتنا وتاريخنا، وهؤلاء الأطفال هم المستقبل الواعد".
وتابع: "أن الاحتلال قتل الطفلة بانا بكر من قريوت، قبل يومين، وما زالت موجودة معنا، وستبقى بذكرها الطيب ومثابرتها على مقاعد الدراسة".
600 ألف طالب لا يزالون خارج العملية التعليمية بغزة
وفي قطاع غزة، أعلنت وزارة التربية والتعليم أن الاحتلال "الإسرائيلي" حرم أكثر من 650 ألف طالب من الالتحاق بمدارسهم للعام الثاني على التوالي. وأضافت الوزارة أن الاحتلال قتل أكثر من 11,500 طفل في سن التعليم، وأصاب عشرات الآلاف، كما استشهد 750 موظفًا في قطاع التعليم.
وأشارت الوزارة إلى أن 92% من المباني المدرسية والإدارية قد خرجت عن الخدمة نتيجة الاعتداءات المستمرة، وناشدت المؤسسات الدولية للتدخل العاجل لحماية الأطفال من إجرام الاحتلال ولوقف حرمانهم من حقهم في الأمن والتعليم.
وفي تصريحات أممية سابقة أكدت أن هؤلاء الأطفال في غزة يواجهون واقعًا مريراً، حيث يعيشون تحت الأنقاض ومحرومين من حقهم في التعليم.
وأفادت التقارير الأممية أن نصف هؤلاء الأطفال كانوا ملتحقين بمدارس الأونروا قبل اندلاع النزاع. والآن، يواجهون صدمة شديدة نتيجة العنف والدمار الذي طال حياتهم اليومية.
وأكدت أن العديد منهم يعيشون في ظروف غير إنسانية، محرومين من بيئة تعليمية آمنة، ويعانون من فقدان الأمل في مستقبل أفضل.
المفوض العام لازاريني وثق سابقاً تعرض أكثر من 70% من مدارس "أونروا" في غزة للتدمير، أو تضررت بشكل كبير خلال الحرب لافتاً إلى أن الغالبية العظمى من هذه المدارس لم تعد صالحة للاستخدام كمنشآت تعليمية، حيث حولت إلى ملاجئ مؤقتة مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة.
وأشار إلى أن هذه الملاجئ لا توفر البيئة المناسبة للأطفال لمواصلة تعليمهم، بل تساهم في تفاقم الأزمة النفسية التي يعانونها.
وأمس أعلنت الوكالة الأممية عن إغلاق 200 مدرسة تابعة لها أمام العملية التعليمية منذ بداية العدوان، والتي تؤوي مئات آلاف النازحين الفلسطينيين.