تلقى أهالي مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان تهديدات "إسرائيلية" تطالبهم بإخلاء المخيم فوراً، ما تسبب في حالة من الذعر والهلع بين السكان، وسط انعدام وسائل النقل والمأوى، الأمر الذي جعل أكثر من 15 ألف لاجئ من أصل 25 الفاً عالقين دون سبل للخروج.

وأكد مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية ابراهيم أبو الدهب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الاحتلال "الإسرائيلي" أصدر أوامر للأهالي بمغادرة المخيم، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة.

يأتي ذلك في ظل شحّ في الإمكانيات واللوازم اللوجستية، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المادية، ما جعل عملية النزوح صعبة للغاية.

وأوضح أبو الدهب أن المخيم يضم حوالي 25 ألف لاجئ فلسطيني، ولكن ما يُقدر بنحو 15 ألف شخص لا يزالون عالقين في المخيم، بسبب شح القدرة على النزوح في ظل عدم توفر مراكز إيواء كافية، حيث امتلأت المراكز المتاحة بالكامل.

وأشار أبو الدهب إلى أن الأهالي يعيشون حالة من الهلع، حيث يخشون أن يتكرر استهداف المباني والأحياء السكنية كما حدث في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال أبو الدهب: إن الأهالي يستعدون للنزوح بناءً على قدراتهم الذاتية، مؤكداً أن اللجنة الشعبية لا تستطيع أن تُجبر أحداً على المغادرة أو البقاء، وأن الخيار متروك لكل فرد.

وأضاف أن الناس بحاجة ماسة إلى سيارات وحافلات لنقلهم، لكن ذلك يعتمد على الإمكانيات الفردية في ظل غياب المؤسسات والجمعيات المعنية، بما في ذلك وكالة "أونروا" التي لم توفر الدعم المطلوب.

نقص في مراكز الإيواء وارتفاع تكاليف النقل والإيجارات

كما أشار إلى أن ارتفاع تكاليف النقل وإيجارات المنازل، التي تراوحت بين 700 و1000 دولار، جعل من المستحيل على العائلات النزوح بشكل آمن وسريع.

وأضاف أن الظروف المادية للأهالي أصبحت شبه معدومة بسبب توقف الأعمال خلال فترة الحرب، ما جعلهم عاجزين عن تحمل تكاليف النزوح، موضحاً أن المخيم كان يعاني من الفقر قبل اندلاع الحرب، وأن الوضع الحالي فاقم من تلك الأزمات بشكل كبير.

ووجه أبو الدهب انتقادات لوكالة "أونروا" والمؤسسات المعنية، معتبراً أن غياب خطط الطوارئ لإجلاء اللاجئين زاد من معاناتهم ووضعهم في موقع خطير.

وأكد أن اللجنة الشعبية والفصائل في المخيم اتخذت احتياطاتها للدفاع عن المخيم، لكنها تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لإجلاء الأهالي.

الآباء يعجزون عن تأمين أطفالهم

وخرجت مناشدات من الأهالي العالقين في المخيم توجه انتقادات لمنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية ووكالة "أونروا" في عدم تأمين خروج اللاجئين الفلسطينيين و "جعلهم عرضة للاستهداف الإسرائيلي" .

وفي اتصال مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، وصف علي إسماعيل، أحد سكان المخيم، المشهد بأنه "مبكي"، مشيراً إلى عجز الآباء عن تأمين الأمان لأطفالهم.

وأوضح إسماعيل، الذي لديه ثلاثة أبناء، أنه لا يعرف إلى أين يمكنه الذهاب بعد تهديد الاحتلال بإخلاء المخيم، مضيفاً أن وكالة "أونروا" لم توفر سوى بعض الملاجئ داخل المخيم، لكن تلك الملاجئ نفسها مهددة بالقصف.

وأشار إسماعيل إلى أن عملية الإجلاء تعتمد بشكل كبير على مناشدات شخصية، حيث تطلب كل عائلة من الأفراد الذين يمتلكون سيارات نقل بعضهم البعض إلى خارج منطقة صور، وأكد أن الاعتماد بات بشكل كامل على السيارات الخاصة، في ظل انعدام وسائل النقل العامة.

وأضاف اللاجئ الفلسطيني: أنّ هناك جهوداً من قبل ناشطين لتأمن باصات نقل من مدينة صيدا، ولكن إلى الآن لا يوجد شيء واضح ما إذا كانت تلك الباصات ستأتي، وناشد وكالة "أونروا" بأن تخصص ما لديها من حافلات تابعة للأمم المتحدة لنقل اللاجئين من المخيمات المهددة بالقصف.

وجاء التهديد "الإسرائيلي" لمخيم الرشيدية ضمن سلسلة تهديدات طالت عدة قرى وبلدات جنوبية، في اطار تصعيد عدوانه العسكري بما يشمل اجتياح بري لمناطق الجنوب، وهي: يارون, عين ابل، مارون الراس، طيري، حداثا عيتا الجبل (الزط)، جميجيمة، تولين، دير عامس، برج قلويه، البياضة، زبقين جبال البطم، صربين، الشعيتية، كنيسة، الحنية، معركة، غندورية، دير قنون - مالكية الساحل، برج الشمالي، ابل السقي, صريفا، دير قنون النهر، العباسية، الراشيديه، بنت جبيل، عيترون.

ووفق أوامر التهجير التي أصدرها جيش الاحتلال " الإسرائيلي"، أن يتوجه أهالي تلك المناطق الى شمال نهر الأولي الواقع شمال مدينة صيدا، وسط توقعات بأزمة إنسانية كبرى جراء انعدام خطط الطوارئ سواء من قبل الدولة اللبنانية أو الجمعيات والمؤسسات المعنية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد