اقتحم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مستشفى كمال عدوان بعد قصف عنيف وحصار دام عدة ساعات في إطار تصاعد عدوانه على مناطق شمال قطاع غزة منذ فجر اليوم الجمعة 25 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما ارتكبت طائرات الاحتلال مجازر جديدة بحق الفلسطينيين في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها 38 شهيداً.
ويواصل جيش الاحتلال حملة الإبادة والتهجير القسري التي يشنها على شمال قطاع غزة لليوم الـ21 على التوالي مع تصاعد العدوان على الفلسطينيين حيث ارتكب الاحتلال مساء أمس مجزرة جراء تفجير 11 منزلاً في شارع الهوجا بمخيم جباليا، ما أسفر عن سقوط أعداد من الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم، أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان، واحتجزت مئات المرضى والطواقم الطبية وبعض النازحين من جيران المستشفى الذين لجأوا للاحتماء بها من القصف المتواصل عليهم.
وأضافت أنه لم يتم توريد وتوفير الطعام ولا الأدوية ولا المستهلكات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى، مشيرة إلى أن الوضع داخل المستشفى كارثي بمعنى الكلمة.
وعقب اقتحام المستشفى ناشدت الصحة أحرار العالم ببذل كل السبل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المستشفى، وأبدت استغرابها من صمت العالم الذي "يقف متفرجا على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية، دون أن يحرك ساكنا"، بحسب بيان صادر عنها.
وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت مساء أمس المستشفى، وأطلقت آليات الاحتلال النار على المستشفى، وفي داخله أطفال مرضى، كما منع جنود الاحتلال وصول المساعدات اللازمة إليه، حيث إن هناك أكثر من 15 حالة بحاجة إلى إجراء جراحات يصعب القيام بها في ظل الحصار المفروض.
من جهته، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة أن أكثر من 150 مريضا وموظفا محاصرين في مستشفى كمال عدوان، مشيرا إلى وقوع إصابات في صفوف الطاقم الطبي وتحطم نوافذ غرف المرضى في المستشفى إثر القصف "الإسرائيلي" المتواصل.
وشنت دبابات الاحتلال قصفاً على محطة الأكسجين الرئيسية في مستشفى كمال عدوان ما أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال الجرحى والمرضى.
كما طال قصف مدفعي منطقة الصفطاوي شماليّ مدينة غزة، وأطلق طيران الاحتلال نيران أسلحته الرشاشة باتجاه منازل الأهالي في غربي مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية أن عدد الشهداء قد بلغ 820 جراء العملية العسكرية "الإسرائيلية" المستمرة في جباليا وشمال قطاع غزة منذ 21 يوما.
ومع دخول حرب غزة يومها الـ385، أكدت وزارة الصحة أن الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب عدة مجازر بحق الفلسطينيين باستهدافهم في منازلهم بمنطقة جنوب شرق خانيونس ليلة أمس وفجر اليوم، وصل منها للمستشفيات 38 شهيداً وعشرات الإصابات، معظمهم أطفال ونساء.
ونعت بلدية غزة شهيديها اللذان ارتقيا بعد قصفهم من قبل الاحتلال خلال عملهما في تشغيل آبار المياه في المدينة، أمس.
وفي السياق، أدان مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) اختطاف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الناشط "عبد الرحمن بطاح"، والصحفي "أسامة الدريني"، من شمال قطاع غزة، وحملته المسؤولية الكاملة عن سلامتهما.
وأشار مركز حماية إلى أن قوة من جيش الاحتلال اختطفت الناشط "بطاح" (18 عامًا) المشهور باسم "عبود" فجر اليوم الجمعة، من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا واقتادته إلى جهة مجهولة، قبل ان تفرج عنه لاحقاً.
وأضافت أن جيش الاحتلال اختطف أيضًا الصحفي "الدريني" (36 عامًا)، مراسل إذاعة صوت الشعب، من مركز إيواء بمنطقة الشيخ زايد شمالي القطاع أمس الخميس.
وأكدت أن عمليات اختطاف الناشطين والصحفيين تأتي مع استمرار جيش الاحتلال في التحريض ضد الصحفيين واستهدافهم وقتلهم مثل ما جرى مع الصحفي "أيمن محمد رويشد" الذي استشهد في غارة على شمالي القطاع يوم التاسع من الشهر الجاري.
ووثق مركز حماية اختطاف الاحتلال أكثر من 100 صحفي، أفرج لاحقا عن عدد منهم، وما زال 36 صحفيا رهن الاعتقال، معظمهم في إطار "الاعتقال الإداري" منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.