بلغ عدد الشهداء من المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 101 شهيد، بحسب ما وثقت منظمة "ثابت" لحق العودة.
وارتقى هذا العدد من الفلسطينيين (مدنيون ومقاتلون وقياديون فلسطينيون) جراء غارات "إسرائيلية" وعمليات اغتيال في مناطق داخل سوريا ولبنان، أو جراء غارات "إسرائيلية" استهدفت مدنيين في مناطق لبنانية عدة، أو خلال معارك ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جنوبي لبنان.
وفي تقرير أصدرته منظمة "ثابت" مع عدد من المؤسسات الفلسطينية أكدت أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب مجازر أسفرت عن ارتقاء فلسطينيين مدنيين، في مخيم عين الحلوة بصيدا ومخيم البداوي شمالي لبنان ومنطقة عين الدلب القريب من صيدا، وغيرها.
وقال التقرير: إن بعض الغارات "الإسرائيلية" شنت على رؤوس المدنيين وهم نيام في بيوتهم.
وتحدث التقرير عن نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من جنوبي لبنان وجنوب بيروت والبقاع، فيما لا تزال الظروف الإنسانية صعبة داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في مدينة صور (الرشيدية وبرج الشمالي والبص) وتجمعات أخرى، وكذلك في مخيم برج البراجنة الملاصق لضاحية بيروت الجنوبية، ومخيم الجليل في بعلبك، وأشار إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين من هذه المخيمات والتجمعات لجأ إلى مناطق أكثر أمانًا مثل صيدا وطرابلس أو المناطق الجبلية، البعيدة عن القصف نسبياً.
موضوع ذو صلة: نزوح متجدد لأهالي مخيم برج الشمالي والمعشوق على وقع استمرار التهديدات "الإسرائيلية"
وأكد التقرير الذي يوثق أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال شهرين من العدوان "الإسرائيلي" (23 أيلول/ سبتمبر – 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024) أن النازحين الفلسطينيين إلى جانب النازحين اللبنانيين يعانون من أزمات إنسانية خانقة داخل مراكز الإيواء، حيث يواجهون ازدحاماً شديداً ونقصاً في الخصوصية، حيث يُفصل أفراد العائلة في أماكن السكن، مما يزيد الضغط النفسي والاجتماعي عليهم.
كما يواجه النازحون نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية وسط أزمة مقبلة مع بدء موجات الشتاء والبرد، بينما تفتقر معظم المراكز إلى المياه الساخنة للاستحمام، بالإضافة إلى نقص في البطانيات والثياب الشتوية والسجاد علاوة على النقص الكبير في المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية.
موضوع ذو صلة: التجمعات الفلسطينية في صور جنوب لبنان: واقع معيشي قاسٍ تحت وطأة الحرب
ويضيف التقرير أن وكالة "اونروا" تعرضت إلى انتقادات حادة وتنفيذ اعتصامات احتجاجية أمام مقرات الوكالة في بعض المناطق، بسبب "تقصيرها في توفير حلول مستدامة ومساعدات كافية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والنازحين في مراكز الإيواء".
موضوع ذو صلة: لاجئو مخيم برج البراجنة يطالبون "أونروا" بتفعيل خدماتها وتقديم مساعدات طارئة
وتابع التقرير أنه مع وجود تهديدات "إسرائيلية" متكررة للمخيمات في صور بضرورة إخلائها، إلى جانب سكان مدن وقرى الجنوب، والتوجه إلى مناطق "شمالي نهر الأولي" لم يُسجل عمليات نزوح كبيرة من تلك المخيمات، بل ما زالت العائلات الفلسطينية صامدة وسط أوضاع أمنية واقتصادية واجتماعية صعبة، في ظل تناقص بالاحتياجات الأساسية، وغياب كلي لدور وكالة "أونروا"، والجمعيات الاجتماعية، ونقل برامجها وخدماتها وفرق عملها إلى مناطق أخرى في لبنان.
موضوع ذو صلة: 5 % فقط من أهالي مخيم برج الشمالي نزحوا إثر تهديدات الإخلاء "الإسرائيلية"
وأوصى التقرير بضرورة زيادة الدعم الدولي والإقليمي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لجميع النازحين في لبنان.
كما طالب بزيادة وتحسين جهود الإغاثة من قبل وكالة "أونروا" بالتعاون مع المنظمات الأخرى لتقديم الخدمات والمساعدات الإغاثية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صور.
وأوصى بأهمية تحسين الظروف المعيشية للنازحين في مراكز الإيواء المؤقتة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم وتوفير خدمات الإنترنت في مراكز الإيواء، لتسهيل عملية نظام "التعلم عن بُعد" علاوة على وضع خطة شاملة لضمان حقوق النازحين وحمايتهم من أي مخاطر مستقبلية.