أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مساء أمس الاثنين 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن بدء توزيع مساعدات نقدية للأطفال من اللاجئين الفلسطينيين في المناطق المتضررة من الحرب، كجزء من المرحلة الثانية للاستجابة الطارئة التي أطلقتها بعد حصولها على موارد إضافية.

إلا أن البيان الصادر عن الوكالة أثار موجة من الاستياء في صفوف اللاجئين، بسبب استثناء مناطق مثل صيدا والبقاع من نطاق المساعدات، رغم ما تعانيه من تأثيرات الحرب.

وفي تفاصيل المساعدات المعلنة أوضحت "أونروا" أنّ المساعدات التي تبلغ قيمتها 50 دولاراً لكل طفل بين عمر 0 و18 عاماً، ستشمل الأطفال المسجلين في مناطق جنوب لبنان، وحددتها بمدينة صور، ومخيمات البص والرشيدية وبرج الشمالي، والتجمعات الفلسطينية، والنبطية، إضافة إلى الأطفال المسجلين في الضاحية الجنوبية لبيروت بما في ذلك مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، وكذلك الأطفال المسجلين في بعلبك بما يشمل مخيم الجليل/ويفل.

وسيبدأ التوزيع وفق بيان وكالة "أونروا" نهاية الأسبوع الجاري، وسيتم صرف المبالغ عبر مكاتب OMT بعد استلام المستفيدين رسائل نصية قصيرة تؤكد موعد الدفعة.

أما بخصوص الفئات الأخرى مثل المرضى بأمراض مزمنة، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، فقد أكدت الأونروا أنها تبذل جهودًا لتأمين التمويل اللازم لتقديم المساعدات لهذه الشرائح في وقت لاحق. كما أوضحت الوكالة نيتها تقديم مساعدات إضافية للاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا في الأسابيع المقبلة، مع تأكيدها أن تنفيذ هذه الخطط يعتمد على توفر التمويل.

ردود الفعل على استثناء مناطق واسعة

وأثار البيان استياء اللاجئين في المناطق المستثناة، خاصة في صيدا والبقاع، حيث اعتبروا أن القرار يعكس تمييزاً غير مبرر بين المناطق، رغم أن جميعها تعاني تبعات الحرب.

محمد حسون، الناشط الفلسطيني من مخيم عين الحلوة في صيدا، وصف بيان "أونروا" بأنه "سيئ وعنصري"، منتقداً تجاهل معاناة اللاجئين في صيدا والبقاع والشمال.

وأشار إلى أن اللاجئين في هذه المناطق تحملوا أعباء استضافة النازحين، وتعرضوا لتأثيرات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك فقدان أعمالهم ومصادر رزقهم وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

في البقاع الغربي، حيث يعيش أكثر من 7 آلاف لاجئ فلسطيني، تفاقمت الأزمة مع تزايد الحاجة إلى معونات شتوية، خاصة مادة المازوت للتدفئة، التي أصبحت أسعارها باهظة، وتندر في الأسواق، في ظل ارتفاع الأسعار لأكثر من 10 أضعاف.

وطالب ناشطون وكالة "أونروا" بإعادة النظر في قرارها، وتوسيع نطاق المساعدات ليشمل جميع المناطق المتضررة دون استثناء، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع الحاجات الإنسانية.

وأكد اللاجئون أن استثناء مناطقهم من المساعدات يُفاقم الشعور بالتهميش والإهمال، داعين المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وضمان توفير التمويل الكافي لتلبية احتياجاتهم المتزايدة في ظل الأزمات المتلاحقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد