اعتصم العشرات من أهالي مخيم البرج الشمالي في مدينة صور جنوب لبنان، اليوم السبت 21 ديسمبر 2024، إلى جانب ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والفعاليات الأهلية المحلية، رفضًا لقرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" القاضي بإغلاق مبنى مدرسة فلسطين واعتماد نظام الدوام الفترتين للطلاب جميعهم، سواء الذكور أو الإناث.
وكانت الفصائل الفلسطينية في المخيم قد أعلنت عن إغلاق مدارس المخيم وتعطيل الدوام الدراسي لليوم الثاني على التوالي، كخطوة تصعيدية أولية ضد قرار إدارة الأونروا، كما شكلت لجنة متابعة مهمتها إدارة التحركات والاعتصامات.
وفي حديثه خلال الاعتصام، أوضح الأستاذ محمود الجمعة دوافع الاعتصام ومبرراته، مؤكدًا أن الأهالي في المخيم ينتفضون للمطالبة بحقوقهم وحقوق أبنائهم في الحصول على التعليم، مثل باقي أبناء المخيمات الأخرى. ووجه الجمعة اللوم إلى إدارة التعليم في وكالة الأونروا، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن تعطيل العام الدراسي في المخيم بسبب القرارات الأحادية التي اتخذتها.
وشدد الجمعة على وحدة موقف الفصائل والأهالي في مواجهة قرارات إدارة "أونروا" في إقليم لبنان، التي اعتبرها ظالمة بحق طلاب المخيم وأهاليه.
ورفع الطلاب لافتات تطالب "أونروا" بمراجعة قرارها ورفع الظلم عن طلاب المخيم، مع التأكيد على مطلب عدم إغلاق حرم مدرسة فلسطين، ومواصلة العملية التعليمة فيها.
وقد فاجأت "الأونروا" الأهالي بإعلانها في بيان لها عن إغلاق مبنى مدرسة فلسطين الواقع على أطراف المخيم، ودمج الطلاب الذكور في مدرسة جباليا مع اعتماد نظام الفترتين. هذا القرار أثار استغراب الأهالي والفصائل في المخيم، الذين عبروا عن استيائهم من اتخاذ القرار من جانب واحد، دون استشارة المرجعيات الفلسطينية أو إصدار بيان رسمي حول الموضوع.
من جانبها، استنكرت السيدة ولاء العلي القرار الصادم من إدارة "أونروا"، مؤكدة عدم اقتناعها بالمبررات التي قدمتها الوكالة. وأكدت استمرارها في الاعتصام والتحركات المطلبية المشروعة، حتى تتراجع الأونروا عن قرارها، وتستأنف العملية التعليمية كما كانت عليه في السابق.
كما دعت العلي جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى التضامن مع طلاب مخيم البرج الشمالي والوقوف موحدين ضد إدارة الأونروا، حتى تتراجع عن جميع تقليصات خدماتها، بدءًا من خدمات الطباعة والاستشفاء وصولًا إلى إعادة فتح مدرسة فلسطين أمام الطلاب واستحداث ثانوية للمخيم.
وأعربت العلي عن قلقها إزاء قرار دمج الطلاب، مشيرة إلى أنه سيؤدي إلى تقليص ساعات الدوام اليومي وساعات الحصص الدراسية، مما سيؤثر سلبًا على جودة التعليم.
من المتوقع أن تُعلن اللجنة الفصائلية في المخيم عن سلسلة من الحراكات الشعبية السلمية في الأيام المقبلة، دعمًا لأهالي الطلاب وللمطالبة بحقهم في التعليم.