أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني"، التزام الوكالة بتنفيذ ولايتها رغم التحديات غير المسبوقة التي تواجهها، مشدداً على أهمية دورها في دعم اللاجئين الفلسطينيين في ظل الأوضاع المتدهورة في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة بعد دخول ما يسمى "قرار" االكنيست المقيّد لعملها حيز التنفيذ.
وحذر المفوض العام من أن الأسابيع المقبلة ستكون محفوفة بانعدام اليقين، في ظل أزمة مالية خطيرة تهدد الوكالة، ناجمة جزئياً عن "القرار الإسرائيلي" ضدها، لكن أيضاً بسبب عوامل أخرى تؤثر على تمويل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حول العالم.
وفي رسالة وجهها إلى موظفي "أونروا"، أوضح لازاريني أن هذه القوانين التي أقرها الاحتلال "الإسرائيلي" تشكل عائقاً كبيراً أمام عمليات الوكالة، مشيراً إلى أن غياب التفاصيل حول كيفية تطبيقها يزيد من تعقيد عمل الوكالة، ويعيق مشاركتها لأي تحديثات دقيقة مع العاملين فيها.
كما لفت إلى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أدان هذه التشريعات باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.
موضوع ذو صلة: دول أوروبية تدين حظر "إسرائيل" وكالة "أونروا" في القدس وتطالبها بالتراجع
وأضاف "لازاريني" أن سلطات الاحتلال صعّدت من استهدافها للوكالة عبر فرض قيود على تأشيرات موظفيها الدوليين في شرقي القدس، ما أجبرهم على مغادرة المدينة في 29 كانون الثاني/ يناير، وهو ما وصفه بـ"الطرد الفعلي"، مؤكداً أنهم يواصلون العمل عن بُعد رغم ذلك، في حين يستمر الموظفون المحليون بتقديم الخدمات حيثما أمكن في الضفة الغربية المحتلة.
وفي شرقي القدس، استقبلت مراكز "أونروا" الصحية أكثر من 400 مريض يوم أمس، رغم القيود "الإسرائيلية" وفق "لازاريني" الذي أشار إلى تصاعد العنف مؤخراً، ما دفعه إلى إصدار توجيهات بتحويل عمليات التنسيق خارج مجمع الرئاسة، وتوجيه العاملين هناك بعدم الحضور إلى مكاتبهم، مع تأكيده أن المجمع سيظل مبنى أممياً محمياً بموجب القانون الدولي.
أما في غزة، فأكد "لازاريني" أن العمليات الإنسانية مستمرة رغم التحديات، حيث يواصل فريق أساسي من الموظفين الدوليين الإشراف على عمليات الإغاثة، مشيراً إلى أن "أونروا" تشكل نصف جهود الطوارئ هناك، فيما تتقاسم بقية وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية النصف الآخر.
ولفت إلى أن الوكالة قدمت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ثلثي المساعدات الغذائية، وأمنت المأوى لأكثر من مليون نازح، ووفرت تطعيمات لنحو 250 ألف طفل ضد شلل الأطفال.
وفي سياق متصل، شدد المفوض العام على أن دور "أونروا" محوري في إنجاح أي وقف لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن الوكالة، بالتعاون مع شركائها، وسّعت نطاق عملياتها الإنسانية، وتعمل على استئناف التعليم لمئات الآلاف من الأطفال، حيث تم تسجيل أكثر من 260 ألف طالب في منصتها للتعلم عن بعد.
وأشار المفوض العام لـ "أونروا" إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، حيث استشهد 273 من موظفي الوكالة، وفقد كثيرون آخرون منازلهم وأحباءهم، فيما يواصل العاملون الميدانيون جهودهم وسط ظروف مروعة وإرهاق شديد بعد 15 شهراً من العمل المتواصل.
وأوضح أن هذه الأزمة قد تفرض اتخاذ قرارات صعبة في المستقبل القريب، لكنه أكد أن أي قرارات سيتم مراجعتها وفق تطورات الوضع المالي للوكالة.
وعلى الصعيد السياسي، أكد "لازاريني" أن "أونروا" تلعب دوراً رئيسياً في "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، الذي تقوده السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وأشار إلى أنه أوضح، خلال اجتماع عُقد مؤخراً في "أوسلو" بمشاركة رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، أهمية دور الوكالة في ضمان انتقال مستقر، من خلال دعم وتمكين المؤسسات الفلسطينية استعداداً لإقامة دولة مستقلة.
وفي ختام رسالته، شدد "لازاريني" على أهمية استمرار تركيز "أونروا" على خدمة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون عليها في هذه المرحلة المصيرية، معرباً عن امتنانه العميق لموظفي الوكالة على التزامهم بمهمتهم الإنسانية، مؤكداً أنه سيواصل إطلاعهم على المستجدات خلال الأسابيع المقبلة.