يهدف إلى تصحيح النظرة السلبية حول المخيم

سوق مخيمنا.. مبادرة لتشجيع المشاريع الصغيرة في مخيم البداوي

الجمعة 07 فبراير 2025

حركة غير اعتيادية بأحد الشوارع في مخيم البداوي شمالي لبنان، شباب وشابات منهمكون في تحضير ما لديهم من منتجات مختلفة، وتقديمها لسكان المخيم بطريقة احترافية، جلهم يبحث عن طريقة لدعم مشروعه الذي أطلقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعميمه.

"سوق مخيمنا" تجربة نوعية يشهدها مخيم البداوي، هي مساحة عامة داخل المخيم تتيح الفرصة لأصحاب المهن لعرض منتجاتهم والتسويق لها، بالإضافة للبدء بحوارات بناءة بين مختلف الجنسيات بهدف الحد من النزاعات والوصول إلى الإندماج المجتمعي.

WhatsApp Image 2025-02-07 at 7.01.48 AM (3).jpeg

أطلق هذه المبادرة مجموعة من الناشطين المجتمعيين مع أفراد من المجتمع المحلي ضمن مشروع "غيمة" الذي نفذته جمعية البرامج النسائية بالشراكة مع منتدى خدمة السلام المدني، وبعد انتهاء عقد المشروع منذ ما يقارب عامين أصر الناشطون على تحويله إلى مبادرة فردية تطوعية بدون راتب أو دعم أو جهة تمويل.

مبادرة للحدّ من المشاكل المجتمعية

تقول منى أسعد وهي ناشطة مجتمعية ساهمت في إطلاق المشروع: "فكرنا في مشروع السوق بهدف تحفيز مجتمعنا، والعمل لمبادرة تحد من النزاع البشري الذي قد يرتبط بمشاكل قد تكون موجودة في المخيم".

وتضيف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "بعدما رصدنا عدداً من المشكلات في المخيم شكلنا لجنة عمل تضم 20 شخصاً لوضع حل لهذا الأمر، ثم ولدت فكرة تنظيم سوق في المخيم يجمع الناس الذين لديهم مبادرات لتسويقها، ويوفر لهم مكاناً مناسباً لعرض منتجاتهم، والأشخاص الذين يشاركون فيه من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية".

WhatsApp Image 2025-02-07 at 7.01.47 AM (3).jpeg

تشير الناشطة المجتمعية إلى أنّ فكرة الأسواق ليست جديدة، وهي أماكن للتلاقي وعرض البضائع لبيعها، ومن خلال فكرة السوق يتم السعي لخلق فرص تساعد أصحاب المبادرات مادياً، وتنظّم إلى عرض المنتجات أنشطة ثقافية وترفيهية وطاولة حوار.

ترى أسعد أن السوق ترك أثراً إيجابياً على كل الأصعدة في المخيم، فعلى الصعيد العام عكس الصورة الجميلة للمخيم واستقطب العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة، وعلى الصعيد الخاص ساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والثقافية، من خلال تحفيز الشبان والشابات على إنشاء مشاريع صغيرة تساعدهم على تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

إعادة الافتتاح بالتزامن مع وقف الإبادة على غزة

السوق توقف لمدة طويلة بسبب العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة ولبنان وافتتح بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولاقى إقبالاً كبيراً ونجاحاً أكثر من المرات السابقة.

محمد عيادي أحد أعضاء اللجنة المؤسِسَة يؤكد أن الارتياح الذي عمّ في المخيم بعد وقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة ساهم في الإقبال الكبير على المشاركة في السوق وارتياده من قبل الأهالي.

ويوضح طريقة الاشتراك في السوق: "لدينا رابط على فيسبوك وإنستغرام، ومن يريد المشاركة يجب أن يدخل إلى الرابط ويسجل اسمه ثم تمنح أولوية لمن يملك منتجاً يدويا ًيريد الترويج له وألا يكون عنده محل ونحن نتولى تأمين الطاولات".

WhatsApp Image 2025-02-07 at 7.01.48 AM.jpeg

ينظم السوق أسبوعياً في شارع رئيسي بمخيم البداوي يضم ثلاث مدارس ومستوصفا، وهو شارع عام غير خاص تم تسقيفة وإنارته، ومعظم المشاركين إما ممن لم يتمكنوا سابقاً من الترويج لمنتجاتهم، أو ممن لم يملكوا سابقاً مشاريع خاصة بهم وعندما علموا بوجود السوق فكروا في مشروع، وقدموا طلبات للحصول على طاولات، وفي كل مرة يختلف الأشخاص الذين لديهم مبادرات كي تُعطى فرصة للجميع لأن العدد محدود.

تصحيح النظرة "الأمنية" إزاء المخيم

مصطفى أبو زهرة أحد المشاركين في السوق يشرح عن مشروعه: "أملك في الأساس خبرة عشر سنوات في صنع الشوكولاتة، وافتتحت مشروعاً لصنع منتجات شوكولاتة بنكهات متعددة وتوزيعها على معامل في طرابلس وبيروت، ليس لدي محل لبيع منتجاتي لكن الناس يقصدونني بعد التواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واليوم نشارك في السوق كي نعرّف الناس بمنتجاتنا ونكسب معرفة بيع المفرق الذي يتم عبر خدمة التوصيل (الديليفري)".

يشير أبو زهرة إلى أن فكرة السوق تساعد في ألا يظل المخيم ذو طابع أمني فقط في أذهان أشخاص كثيرين، فهو مليء بالحياة وينتشر فيه الأمن والأمان.

WhatsApp Image 2025-02-07 at 7.01.47 AM (1).jpeg


وقالت مرام محمود المشاركة في السوق وتملك مشروعاً من "الريزين": إنها شاركت في السوق لتسويق مشروعها وليعلم أهالي المخيم عنها أكثر وعن مشروعها.

وعلى الصعيد ذاته، قالت دلال شحرور إحدى الزائرات للسوق: إن يحتوي على أشغال أشخاص مميزين ومبدعين، “هو سوق متنوع وفكرته جميلة انطلقت من مجموعة شبان وشابات ناشطين من داخل المخيم لديهم أفكار خلاقة ومتميزة دائماً".

ويدعو عيادي أفراد المجتمع في المخيم بالتكاتف يداً بيد ليعم الازدهار داخل المخيم عامة والسوق خاصة، لافتاً إلى أن المخيم فيه الشهيد والمناضل والصحافي والمشاريع الصغيرة، فيه أناس تحب الحياة.

WhatsApp Image 2025-02-07 at 7.01.47 AM (2).jpeg


 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد