اختتم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، زيارته إلى لبنان يوم الخميس 6 شباط/ فبراير 2025، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين رفيعي المستوى، إضافة إلى ممثلي الدول المانحة وكبار موظفي "أونروا".
وخلال زيارته، التقى لازاريني برفقة مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، دوروثي كلاوس، بكل من رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الرئيس المكلف نواف سلام، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأعضاء فريق رئيس مجلس النواب نبيه بري.
كما عقد اجتماعات مع سفراء النرويج وألمانيا وسويسرا وإيطاليا واليابان وأستراليا، إضافة إلى مندوبي سفارات الدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي.
وخلال هذه الاجتماعات، قدّم لازاريني إحاطة حول الوضع الراهن "أونروا" مسلطًا الضوء على التحديات المالية والتشغيلية التي تواجهها الوكالة، لا سيما تلك الناجمة عن التشريعات "الإسرائيلية" الجديدة التي تستهدف عرقلة عملياتها في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكد التزام "أونروا" بمواصلة عملها في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، مشددًا على أن الوكالة لن تدخر أي جهد لضمان استمرار خدماتها الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
وفي هذا السياق، أشار لازاريني إلى أن وقف إطلاق النار في غزة يمثل بارقة أمل، مؤكداً أن "أونروا" ستظل ركيزة أساسية في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود التعافي في المستقبل.
كما أطلع المسؤولين الذين التقاهم على التداعيات الخطيرة للتشريعات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية وغزة، معبّراً عن رفضه لإغلاق مكاتب الأونروا في لبنان من قبل نشطاء، خاصة في 
ظل الظروف الصعبة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون.
وفيما يتعلق بالوضع المالي للوكالة، أوضح لازاريني أن "أونروا" لا تزال تواجه حالة من عدم اليقين، حيث تستمر التحديات المالية في التأثير على قدرتها على تقديم الخدمات، مشيرا إلى الحاجة الملحة لوضع خارطة طريق تضمن استمرارية واستدامة الدعم للاجئين الفلسطينيين ضمن إطار سياسي واضح وداعم.
كما شملت زيارة لازاريني جولة ميدانية في مدرسة كابري في مخيم مار الياس ببيروت، حيث التقى بالطلاب والمعلمين وأكد التزام "أونروا" بتقديم الخدمات الأساسية لأحد أكثر المجتمعات حاجة في لبنان، والذي لا تتولى أي جهة أخرى تقديم الخدمات له.
إضافة إلى ذلك، زار لازاريني المركز الرقمي الجديد في بيروت، والذي من المقرر أن يبدأ باستقبال الطلاب في آذار/ مارس المقبل.
واطلع على تفاصيل البرنامج التدريبي الذي يهدف إلى تزويد مئات الشباب الفلسطينيين بالمهارات اللازمة للاندماج في سوق الاقتصاد الرقمي العالمي، في ظل الطلب المتزايد على هذا النوع من الوظائف.
ورحّب المفوض العام بهذا المشروع الطموح الذي من شأنه توفير فرص عمل حيوية للشباب الفلسطينيين، مؤكدًا أن الخريجين سيحصلون على شهادات معترف بها عالميًا.
وفي ختام زيارته، أعرب لازاريني عن امتنانه للبنان على دعمه الاستثنائي "أونروا"، مثنياً على جهود هذا البلد في مناصرة الوكالة والتأكيد على دورها الحيوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
