أطلقت مجموعة شبان في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السورية دمشق، حملة تطوعية لتنظيف مجرى نهر الأعوج الذي يمر عبر المخيم، بالتعاون مع جمعية القدس الخيرية وهيئة فلسطين التنموية، بهدف استعادة نظافة مجرى النهر الذي تحول على مر السنوات إلى مصدر مشاكل بيئية وأزمات صحية للأهالي.
وبحسب ما أفاد به مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإن الحملة التطوعية لا تزال مستمرة، حيث لم يتم الانتهاء بشكل كامل من تنظيف النهر.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المشاركون، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه استدامة النظافة بعد انتهاء الحملة، نظراً لعدم توفر إمكانيات دائمة، مثل وجود عمال متخصصين أو حاويات قمامة منتشرة على طول النهر.
من جهتها، أطلقت لجنة إدارة شؤون مخيم خان الشيح والجهات القائمة على الحملة نداءً موجهًا لأهالي المخيم، خاصة السكان القاطنين بجوار النهر، للحفاظ على نظافة النهر وعدم رمي النفايات فيه.
وأكدت اللجنة أهمية استبدال رمي القمامة في النهر بأماكن مخصصة كحاويات القمامة، وذلك ضمن جهود الحفاظ على النظافة العامة والتخفيف من الأمراض والأوبئة الناجمة عن هذه الظاهرة.
وأشار مراسلنا، إلى أن الفارق بين الوضع قبل الحملة وبعده أصبح واضحاً للغاية، لكن الحفاظ على هذا التحسن يتطلب مبادرات شخصية من الأهالي، خصوصًا في ظل غياب حلول مؤسسية دائمة.

ويعتبر نهر الأعوج ثاني أهم مجرى مائي في حوض دمشق، ويمتد على مسافة 70 كيلومتراً، منبعه جبل الشيخ جنوب غرب سوريا، ويمر بمناطق غوطة دمشق.
كان النهر في السابق مصدراً أساسياً للمياه الزراعية، وكان له دور حيوي بالنسبة للاجئين الفلسطينيين الذين توافدوا إلى منطقة خان الشيح منذ سنوات اللجوء الأولى، حيث عمل معظمهم كمزارعين، مستفيدين من المياه الجارية في النهر، مما جعله جزءاً من تاريخهم ومعيشتهم.
ومع ذلك، تعرض النهر كما المخيم ككل للتهميش البيئي خلال حكم النظام السوري السابق، وخصوصاً خلال السنوات العشرة الأخيرة، ما أدى إلى تحوله إلى مجرى لنفايات المنازل والمخيم.
وخلال موسم الشتاء، يسبب النهر مشاكل كبيرة بسبب تراكم الأوساخ والأتربة، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه وتسربها إلى المنازل القريبة، وخاصة في حارة الخوالد المجاورة، أما في الصيف، فيتحول مجرى النهر إلى مصدر للروائح الكريهة والحشرات والأمراض.