وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تُدين بشدة اقتحام القوات "الإسرائيلية" وموظفي بلدية الاحتلال في القدس لعدد من منشآت الوكالة، في خطوة تهدد حق مئات الأطفال الفلسطينيين في التعليم.

وأفاد المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، أن القوات "الإسرائيلية" اقتحمت اليوم مركز تدريب قلنديا التابع لـ"أونروا" وأمرت بإخلائه فورًا، مما أثر على 350 طالبًا و30 من طاقم العمل، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت داخل المرافق التعليمية.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، رافق عناصر من شرطة الاحتلال موظفي بلدية القدس إلى ثلاث مدارس أخرى تابعة لـ"أونروا"، حيث أصدرت أوامر بإغلاقها، مما حرم 250 طالبًا إضافيًا من حقهم في التعليم.

وأكد لازاريني أن ما حدث يشكل انتهاكًا صارخًا للحق الأساسي في التعليم، كما يعد تعديًا على امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها، ودعا إلى حماية منشآت "أونروا" وضمان استمرار عملها، مشددًا على ضرورة الحفاظ على حق الأطفال الفلسطينيين في الوصول إلى التعليم دون عوائق.

من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة انتهاك حرمة منشآت الأمم المتحدة في القدس، مؤكدًا أن محاولات اقتحام مدارس "أونروا" بالقوة والسعي إلى إغلاقها تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.

وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك: "إن استخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في بيئات تعليمية هو أمر غير مبرر وغير مقبول على الإطلاق."

وأضاف دوجاريك أن "إسرائيل" ملزمة، بموجب القانون الدولي، باحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة وموظفيها، مؤكدًا أن القوانين الداخلية "الإسرائيلية" لا يمكن أن تغير الالتزامات القانونية الدولية أو تبرر خرقها.

وفي بيان صادر عن مدير شؤون "أونروا" في الضفة الغربية، أكدت الوكالة أنها ستواصل تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية رغم محاولات الترهيب والتضييق.

وأوضح البيان أن القوات "الإسرائيلية" وممثلي بلدية القدس فشلوا في إخلاء وإغلاق مركز تدريب قلنديا رغم اقتحامهم للموقع بالقوة، مشددًا على أن جميع مرافق الوكالة تحظى بالحماية القانونية الدولية.

وتأتي هذه الانتهاكات في سياق مساعي الاحتلال "الإسرائيلي" لفرض قوانين غير شرعية تهدف إلى إنهاء وجود "أونروا" في القدس الشرقية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمصير آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدماتها الأساسية، وعلى رأسها التعليم.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد