صعدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من عمليات تهجير الفلسطينيين من منازلهم وتحويلها لثكنات عسكرية في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين شمالي الضفة الغربية مع استمرار عدوان "السور الحديدي" منذ 21 كانون الثاني/ يناير.
وفي مدينة جنين ومخيمها، يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ 56 على التوالي حيث تواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مخيم جنين، والأحياء القريبة منه في مدينة جنين، منذ ساعات الصباح، وسط تحليق الطيران الحربي في سماء المدينة.
وجرّف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مزيداً من الشوارع في مخيم جنين، وحرق عدداً من المنازل وحوّل أخرى لثكنات عسكرية بعد طرد سكانها، حيث ارتفع عدد النازحين من المخيم الى 21 ألفاً وأصبح نحو 25٪ من سكان جنين في حالة نزوح.
فيما ذكرت مصادر محلية من مدينة جنين أن حجم الأضرار بسبب العدوان على المدينة صار هائلاً جداً، خاصة من الناحية الاقتصادية، كما طرأ ازدياد في نسبة الفقر.
ويشهد المخيم انتشاراً مكثفاً لجنود الاحتلال المشاة داخل الحارات والأحياء، كما تتمركز دبابات الاحتلال ومدرعاته في محيط المخيم، مع استمرار تجريف شوارع وأحياء داخل المخيم.
وقال مدير بلدية جنين ممدوح عساف: إن الاحتلال جرف 100% من مخيم جنين، و85% من شوارع المدينة، وقرابة 8000 منشأة تجارية مغلقة بشكل كامل، وأحياء كاملة في المخيم تم تهجير سكانها قسراً.
وأسفر عدوان الاحتلال المتواصل على جنين منذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي عن استشهاد 34 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى دمار غير مسبوق في البنية التحتية ومنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي مدينة طولكرم، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ50 على التوالي، ولليوم الـ37 على مخيم نور شمس، في ظل تهجير قسري وعمليات مداهمة مكثفة للمنازل وطرد سكانها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية.
وأوردت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال صعدت من انتهاكاتها بحق سكان مخيم طولكرم، حيث أبلغت العائلات المتبقية في حارة قاقون بضرورة مغادرة المخيم، واعتدت على الفلسطينيين، في حارة أبو الفول أثناء محاولتهم دخول منازلهم لجمع بعض المستلزمات الضرورية.
وأضافت أن جنود الاحتلال أطلقوا القنابل الصوتية والرصاص الحي صوب النساء والأطفال الذين حاولوا العودة إلى المخيم، في تصعيد خطير يفاقم معاناة السكان الذين اضطروا للنزوح عن منازلهم بسبب العدوان المستمر.
يأتي ذلك مع استمرار قدوم تعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، فيما تتواصل عمليات الاستيلاء على عدد من المباني السكنية وحولها لثكنات عسكرية.
وأسفر العدوان على المدينة ومخيمها عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 ألف شخص من مخيم طولكرم، و12 ألف آخرين من مخيم نور شمس.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هدد وزير الحرب "الإسرائيلي" "يسرائيل كاتس" باستمرار عدوان جيشه على مخيمات شمالي الضفة الغربية حتى نهاية العام، وقال: إنه أوعز لقوات الجيش بمواصلة احتلال مخيمات للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، حتى نهاية العام الجاري.
وجاء تصريح كاتس أثناء مشاركته، الجمعة، في مؤتمر "الصهيونية الفيدرالية" في تل أبيب، حسبما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، واعترف بتهجير 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.