حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعيشون اليوم تحت خط الفقر، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية الحادة وتدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، مؤكدة الحاجة الماسة إلى تمويل إضافي لضمان استمرار الخدمات الأساسية التي تقدمها للاجئين.
وفي بيان رسمي، أوضحت "أونروا" أنها تدعم نحو 438 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا من خلال مساعدات نقدية وخدمات صحية وتعليمية، في مسعى لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة التحديات اليومية.
وأكدت الوكالة الأممية أن استمرارية دعم المجتمع الدولي تمثل ضرورة ملحة للحفاظ على كرامة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، لا سيما في ظل تزايد التحديات المالية التي تواجه "أونروا" خلال السنوات الأخيرة، ما بات يهدد قدرتها على تقديم خدماتها في مناطق عملياتها الخمس، بما في ذلك سوريا التي تعاني آثارًا قاسية جراء سنوات الصراع السابقة.
وفي موازاة تحذيرات "أونروا"، تجددت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا للوكالة بصرف مساعدات مالية شهرية.
وبرّر الناشطون مطالبهم بتفاقم الأزمة الاقتصادية والارتفاع المتواصل في الأسعار، بالإضافة إلى ازدياد الأعباء المعيشية وتكاليف الإيجارات التي تثقل كاهل العائلات، خاصة بعد أن اضطرت آلاف الأسر الفلسطينية إلى ترك منازلها والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا.
وأشاروا إلى أن المساعدات النقدية التي تُصرف حاليًا كل عدة أشهر لا تكفي لسد الحد الأدنى من احتياجات العائلة، في ظل ما وصفوه بـ"الارتفاع الجنوني" في تكاليف الحياة الأساسية، مؤكدين أن غالبية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا باتوا يعيشون تحت خط الفقر الشديد.
وتأتي هذه الدعوات وسط قلق متزايد في أوساط اللاجئين من احتمال تقليص أو توقف المساعدات، نتيجة الأزمة المالية التي تعصف بالوكالة، لا سيما أن "أونروا" لم تصرف المعونة المالية الدولية منذ سقوط النظام السوري السابق في كانون الأول/ديسمبر الفائت.
