تتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية لآلاف النازحين من مخيمات جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية مع إطالة العدوان "الإسرائيلي" المستمر لشهره على الثالث على التوالي بينما ينتظر النازحون العودة إلى منازلهم في العراء دون مأوى وسط الظروف الاقتصادية الصعبة وتصعيد عمليات التهجير القسري والاعتقالات وحرق المنازل وتدميرها.

وفي مدينة ومخيم جنين، حيث يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ82 على التوالي، وسط ازدياد عمليات اقتحام المنازل وتجريف البنى التحتية وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.

ووسط ذلك العدوان المستمر، ألقت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين الضوء على أوضاع النازحين التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مؤكدة أنهم بدؤوا يفقدون الأمل بالعودة لمنازلهم ولا يستطيعون دفع الإيجارات في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

وقالت عضو اللجنة الشعبية لمخيم جنين فرحة أبو الهيجاء في تصريح صحفي لوسائل إعلام محلية: إن عملية الاحتلال العسكرية ممتدة إلى أطراف المخيم، ويتخللها إجبار العائلات على النزوح من الأحياء المحيطة به.

وأكدت أبو الهيجاء أن الاحتلال يعتقل أو يحتجز كل من يوجد بمحيط المخيم، ويمنع الأهالي من العودة لتفقد ما حصل داخله مشيرة إلى أن عدد النازحين وحجم الخدمات التي يحتاجونها أكبر من قدرة المؤسسات.

وذكرت أن الاحتلال أعدم الحياة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية في مخيم جنين، ما يفاقم الأوضاع النفسية للأطفال والنساء النازحين من المخيم والتي أصبحت سيئة جدا.

ووصل عدد النازحين من مخيم جنين إلى 21 ألف فلسطيني، موزعين على عموم المدينة حيث يتواجد في المدينة 6000 نازح، فيما يسكن 3200 في سكنات الجامعة العربية الأمريكية، وتستقبل بلدة برقين 4181 نازحا وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وفي إطار العدوان المتواصل كان جيش الاحتلال قد شن صباحاً اقتحامات لعدد من منازل بلدات في مدينة جنين منها بلدة برقين حيث اعتقل عدد من أقرباء الأسير المحرر سلطان خلوف للضغط عليه لتسليم نفسه.

وأسفر العدوان على مدينة ومخيم جنين إلى استشهاد 36 فلسطينياً، وتدمير نحو 600 منزل فيما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.

وفي مدينة طولكرم ومخيمها، يدخل عدوان الاحتلال على المدينة ومخيمها لليوم الـ 76 على التوالي، ولليوم ال63 على مخيم نور شمس مع استمرار عمليات تهجير واعتقال الفلسطينيين.

وقالت اللجنة الإعلامية في بيان لها اليوم السبت 12 نيسان/ ابريل: إن قوات الاحتلال أجبرت أكثر من 800 فلسطيني بينهم نساء وأطفال، على إخلاء عمارات سكنية في الحي الشمالي المقابل لمخيم طولكرم، حيث استولت على خمس بنايات تؤوي عشرات العائلات، بينهم نازحون من مخيمي طولكرم ونور شمس.

وأكدت أن قوات الاحتلال تواصل الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة، وتحويلها لثكنات عسكرية مع تمركز آلياتها في محيطها.

كما وثقت اللجنة الإعلامية للمخيم أعمال تجريف نفذها جيش الاحتلال بالقرب من محطة "الزينات" بمخيم طولكرم، وفي منطقة جسر مقبرة مخيم نورشمس.

وفي تطورات أخرى أفادت اللجنة الإعلامية أن جيش الاحتلال كثف من عمليات نصب الحواجز في طولكرم، وخاصة على شارع نابلس وبوابة جسر جبارة.

بينما ذكرت أن قوات من جيش الاحتلال اقتحمت بتعزيزات عسكرية من الآليات ومدرعات "ايتان" مدينة طولكرم، وتمركزت في محيط دوار السلام في الحي الشرقي، وسط عمليات تفتيش للمركبات وهويات الفلسطينيين.

وفي غضون ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية من فرق المشاة والآليات إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، بالتزامن مع إطلاق الرصاص الحي، وسماع دوي انفجار في مخيم نور شمس.

كما تواصل قوات الاحتلال حصار مخيم نور شمس، ومداهمة المنازل وتفتيشها في حارة المحجر واحتجاز الشبان وإخضاعهم للتحقيق الميداني وفقا للجنة الإعلامية.

في مخيم طولكرم، أفادت اللجنة الإعلامية بانتشار جنود الاحتلال في حارة أبو الفول وسط أعمال تفتيش وتمشيط، وإطلاق القنابل الضوئية في سماء المخيم.

اقرأ/ي أيضا: معاناة أهالي مخيمات طولكرم بين النزوح القسري ورفض مشاريع تثبيت التهجير

كما أشارت إلى أن شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، يشهد انتشاراً مكثفاً لآليات الاحتلال التي تقوم بالتضييق على الفلسطينيين واعتراض حركة تنقلهم في الشارع بعد أن أغلقت مقاطعه بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين.

وفي تلك الأثناء، تعمدت قوات الاحتلال تخريب منازل الفلسطينيين خلال اقتحام ضاحية ذنابة، وبلدة دير الغصون، وسط عمليات اعتقال واحتجاز لساعات يتخللها عمليات تحقيق وتنكيل.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.

كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.

في حين دمر الاحتلال 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.