تتصاعد عمليات العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها مع دخول اليوم الـ104 من عملية "السور الحديدي" على التوالي، وسط استمرار المداهمات والاعتقالات وتفجير المنازل، في ظل الانتشار المكثف لجنود الاحتلال في أحياء وأزقة المخيم.
وفي تطور غير مسبوق، قام جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الأحد، بوضع لافتات على المدخل الرئيسي لمخيم جنين كتب عليها: "ممنوع الدخول إلى مخيم جنين".
ويأتي ذلك، فيما أفادت مصادر محلية بأن القوات "الإسرائيلية" نكلت بعدد من الشبان الفلسطينيين، إلى جانب مداهمة العديد من المحال التجارية، مخلفة أضراراً مادية كبيرة فيها.
كما شهدت منطقة جبل أبو ظهير، في محيط مخيم جنين، مساء أمس، انتشاراً مكثفاً لقوات الاحتلال، تزامناً مع انتشار مماثل قرب مستشفى جنين الحكومي، في حين اعتقل الاحتلال عددًا من الشبان أمام المستشفى.
المخيم والأحياء الستة المحيطة به: بنية تحتية مدمرة بالكامل
وتأتي هذه التطورات، بينما قال مدير بلدية جنين، ممدوح عساف، إن المخيم والأحياء السكنية المحيطة به، وعددها ستة، تعاني من تدمير البنية التحتية بالكامل من خطوط مياه وصرف صحي.
وأوضح عساف، في تصريح صحفي، أن طواقم البلدية تمكنت أول أمس من إزالة ساتر ترابي على مدخل مستشفى جنين الشمالي، منوهاً إلى تجريف الاحتلال للشوارع الرئيسية بالمدينة، والتي يقدّر طولها بـ37 كيلومتراً، في ظل خطورة الوصول إلى تلك الأحياء نتيجة تمركز قوات الاحتلال فيها.
وأشار إلى أن البلدية لجأت إلى أساليب تقليدية في محاولة لإيصال المياه لبعض الأحياء التي عانت من انقطاع المياه لأكثر من 100 يوم على التوالي، منوهاً إلى أن الاحتلال منع طواقم البلدية من الوصول إلى بئر "السعادة"، المصدر الرئيسي المغذي لمدينة جنين.
العدوان على طولكرم متواصل والاحتلال يعتقل أسرى محررين
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها لليوم الـ98 على التوالي، ولليوم الـ85 على مخيم نور شمس، مع تكثيف الاقتحامات وعمليات المداهمة واعتقال الفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، وداهمت عدداً من المنازل فيها، واعتقلت أربعة فلسطينيين، بينهم أسيران محرران، وهم: إيهاب شرفا، ومحمود كليبي، وغسان مهداوي، وأحمد رياض فريج.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها وتخريب محتوياتها، وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب، والتنكيل، والاعتقال.
وفي سياق متصل، يشهد مخيما طولكرم ونور شمس ومحيطهما انتشاراً مكثفاً لقوات الاحتلال، وسط إطلاقها للأعيرة النارية والقنابل الصوتية والضوئية، مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى، تزامناً مع الحصار المشدد عليهما، وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية، وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها.
وفي غضون ذلك، تتعرض 106 منازل وبنايات في المخيمين لمخاطر الهدم، عقب إنذار جيش الاحتلال السكان، ومنها 58 بناية في مخيم طولكرم، و48 منزلاً في مخيم نور شمس، في الوقت الذي تسبب فيه العدوان المتواصل بحركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من المخيمين، تضم أكثر من 25 ألف فلسطيني، وتدمير 396 منزلاً بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.