شيّعت حشود كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين في مدينة صيدا، يوم أمس الأربعاء 7 أيار/مايو، الشهيد خالد أحمد الأحمد، أحد كوادر حركة "حماس" في لبنان، والذي استُشهد فجر ذلك اليوم إثر غارة جوية "إسرائيلية" استهدفته بطائرة مسيّرة في حيّ الفيلات بالمدينة، في عملية اغتيال وصفها المشاركون في التشييع بـ"الجبانة" و"الإرهابية".

الشهيد الأحمد، البالغ من العمر عشرين عاماً، والملقب بـ"فاروق"، هو من سكّان مخيم المية ومية، وقد استُهدف أثناء قيادته سيارة من نوع "رابيد" قرب مسجد الإمام علي، بين مخيمي المية ومية وعين الحلوة، وأفادت مصادر أمنية لبنانية أنّ الطائرة المسيّرة أطلقت صاروخين على السيارة، ما أدى إلى احتراق مقدمتها وارتقائه على الفور.

وقد انطلق موكب التشييع من مسجد الإمام علي، وسط أجواء حزينة وغاضبة، باتجاه مقبرة سيروب شرق المدينة، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.

وشارك في التشييع وفود فلسطينية ولبنانية من مختلف المناطق والمخيمات، إضافة إلى قيادات سياسية وحزبية ودينية، في مشهد جامع أكّد على وحدة الصف في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، وعبّر عن احتضان المقاومة ودعمها.

ورفع المشاركون في التشييع الرايات الفلسطينية ورايات كتائب القسام، وردّدوا هتافات تندّد بالعدوان "الإسرائيلي" وتؤكد التمسك بخيار المقاومة والثأر لدماء الشهداء.

وعبّر عدد من المسؤولين السياسيين الفلسطينيين واللبنانيين، في تصريحات لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن إدانتهم لاستمرار الاحتلال في سياسة الاغتيالات، مؤكدين أنّ هذه الجرائم لن تُضعف إرادة المقاومة، بل ستزيدها صلابةً وتمسكاً بحقوق الشعب الفلسطيني.

القيادي في حركة "حماس" والمسؤول السياسي للحركة في لبنان، جهاد طه، قال: إن "رسالة المخيّمات وأبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات، هي الدماء الزكيّة التي يقدّمها هؤلاء الشهداء إسناداً ودعماً لأهلنا وشعبنا الفلسطيني في غزّة والضفّة الغربيّة، وفوق ربوع فلسطين".

وأضاف: "إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر، ولن تنكسر مقاومته/ وسيبقى ماضياً في طريق المقاومة حتى التحرير والعودة، وحتى إزالة هذا العدو الجاثم على أرض فلسطين".

من جهته، أكّد مسؤول منطقة صيدا في "حزب الله"، زيد ضاهر، أن الاستهدافات "الإسرائيلية" المتكررة في لبنان "لن تتوقّف"، مذكّراً بأن الشهيد الأحمد هو ثاني شهيد خلال يومين بعد استشهاد المقاتل عدنان حرب من الحزب، وأضاف: "نحن أصحاب مشروع مقاومة، ولن نتنازل عن هذا الخط، حتى لو بلغت التضحيات ذروتها. لأننا نؤمن بأننا سننتصر في النهاية".

أما مسؤول العمل الجماهيري في "حماس"، رأفت مرّة، فرأى أن "اغتيال الأحمد وغيره من الشهداء الشباب هو دليل حيّ على أن الشعب الفلسطيني، بعد 77 عاماً على النكبة، لا يزال متمسكاً بهويته وحقه في المقاومة والعودة".

 وقال: "كل هذا الإرهاب الإسرائيلي، الممارس منذ مئة عام، لم ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن ينجح الآن أيضًا. هذه المعركة قاسية ومؤلمة، لكن نهايتها حتماً لصالح مشروعنا الوطني المقاوم".

وفي السياق نفسه، شدّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي شكيب العينا، على أن الاحتلال "يحاول من خلال سياسة الاغتيالات الممنهجة، سواء داخل فلسطين أو خارجها، أن يثني المجاهدين عن الاستمرار في الجهاد والمقاومة".

لكنه أكّد أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وقال: "شعبنا الفلسطيني يسطّر أروع ملاحم البطولة والصمود، ولن يتراجع عن نهج المقاومة، مهما تمادى العدو في حرب الإبادة أو سياسات القتل والتدمير".

وأشار العينا إلى أن الصراع مع الاحتلال هو "صراع بين الحق والباطل"، وأن المقاومة "ستواصل مواجهتها للمشروع الصهيوني – الأميركي – الغربي"، مندداً بـ"تواطؤ المجتمع الدولي وصمت الأنظمة العربيّة على المجازر التي تُرتكب بحق شعبنا ومجاهدينا".

 وختم قائلاً: "رسالتنا واضحة: سنبقى في الميدان حتى النهاية، حتى طرد العدو من فلسطين وكل الأراضي العربية والإسلامية المحتلّة".

يُذكر أنّ مدينة صيدا ومحيطها كانت قد شهدت في الأسابيع الماضية عمليات اغتيال عدة طالت مسؤولين فلسطينيين، بالطائرات المسيّرة، وسبق هذه العملية اغتيال القيادي في كتائب القسام محمد شاهين، في 17 شباط/فبراير الماضي عند مدخل صيدا الشمالي، تلاه اغتيال القائد القسامي حسن فرحات في 4 نيسان/أبريل، داخل شقته في حي الزهور المكتظ بالسكان، ما أدى إلى استشهاده مع ولده وابنته.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد