أحيت مؤسسات فلسطينية محلية في مخيم البرج الشمالي بمدينة صور، جنوب لبنان، الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، من خلال تنظيم يوم تراثي وطني حافل بالأنشطة الثقافية والفنية والكشفية، وسط حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وفعاليات المخيم، وجمع غفير من الأهالي، يتقدّمهم الأطفال من الجيل الأخير الذي ولد في الشتات الفلسطيني، وما زال متمسكًا بهويته وتراثه.
واحتضن المخيم، أمس الأحد 18 أيار/مايو، فعاليات وطنية متنوّعة جسّدت معاناة اللجوء ومشاهد النكبة، وسلّطت الضوء على صمود الشعب الفلسطيني المتواصل منذ 77 عامًا.
وتضمنت الفعاليات معارض صور، وثّقت مشاهد التهجير واللجوء، وزوايا للرسم على وجوه الأطفال، ومسابقات وطنية تثقيفية، إلى جانب تقديم الضيافة من المأكولات الفلسطينية الشعبية التي ارتبطت بالهوية والحنين إلى الأرض.
وتميّزت الفعالية بحضور الصبايا والأمهات الفلسطينيات، وهنّ يرتدين اللباس التراثي الفلسطيني، في إشارة واضحة إلى التمسك بالهوية رغم عقود التشريد. كما صدحت أصوات الأطفال بالأناشيد الوطنية والقصائد التي عبّرت عن حبهم العميق لفلسطين، وتشبثهم بالعودة إلى ديارهم التي هُجّر منها أجدادهم قسرًا عام 1948.
وضمن فعاليات "الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء"، نظّمت جمعية كشافة ومرشدات الإسراء نشاطًا كشفيًا وطنيًا بعنوان "حتماً سنعود"، احتضنته قاعة مسجد الصحابي أبي بن كعب في المخيم، تأكيدًا على تمسّك اللاجئين بحق العودة، ووفاءً لأهل غزة الصامدين في وجه العدوان.
وفي كلمة له خلال النشاط، قال الأستاذ سامي حمود، منسق حملة "انتماء" في لبنان، إن إحياء ذكرى النكبة هو "فعل مقاومة بحد ذاته"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني، رغم معاناة اللجوء والتشريد المستمرة منذ 77 عامًا، لا يزال متمسكًا بحقه في العودة، ولن يتنازل عنه مهما بلغت التضحيات.
وسلط حمود الضوء على المجازر والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر بفعل حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة، واصفًا ما يحدث بأنه "حرب إبادة وتجويع تمارس بحق شعب أعزل، وسط صمت دولي وتخاذل عربي مخزٍ".
ودعا حمود، في ختام كلمته، اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وأحرار الأمة والعالم، إلى مواصلة التحركات الاحتجاجية والضغط على الأنظمة والحكومات لوقف هذه الحرب الوحشية، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم في غزة والضفة الغربية.
وتأتي هذه الفعاليات في مخيم البرج الشمالي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان لإحياء ذكرى النكبة، في لحظة تاريخية تتكثف فيها محاولات محو الشعب الفلسطيني. فيما يرسل اللاجئون في فعالياتهم أيضًا رسائل صمود وتحدٍّ تؤكد أن النكبة لم تنتهِ، وأن العودة ما زالت حاضرة في الذاكرة والوجدان.