يعاني مخيم البقعة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، من أزمة متجددة تتمثل في تراكم النفايات في الأحياء والأزقة، ما أفسد بهجة استقبال عيد الأضحى الذي يشهد بطبيعته زيادة في حجم النفايات. وترافقت الأزمة مع انتشار روائح كريهة، ما أثار استياء الأهالي الذين ناشدوا الجهات المعنية سرعة التدخل قبل تفاقم الوضع خلال أيام العيد.

واشتكى سكان المخيم من تراكم النفايات والحيوانات النافقة داخل الأحياء، حيث انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد لأكوام النفايات المتناثرة، خصوصًا قرب الأسواق والمساجد والمرافق الحيوية داخل المخيم.

وقد أثارت هذه الصور ردود فعل غاضبة من الأهالي والنشطاء، الذين أعربوا عن استيائهم من تكرار هذه الأزمة سنويًا دون حلول جذرية، معتبرين أن تدهور الوضع البيئي يهدد الصحة العامة، ويعكس تراجع مستوى الخدمات المقدمة للاجئين.

كما تساءل العديد من الأهالي عن دور لجنة خدمات المخيم ومجلس المحافظة (اللامركزية) في التعامل مع هذه المشكلة المزمنة، معبرين عن استغرابهم من غياب الحلول الجذرية رغم تكرار الشكاوى والمناشدات، ما يشير إلى ضعف الالتزام بالمسؤوليات الواقعة على هذه الجهات، ومدى قدرتها على الضغط أو التنسيق مع وكالة "أونروا" لتحسين الوضع البيئي في المخيم.

نقص حاد في أعداد عمّال النظافة ومكبات النفايات

أكد هيثم أبو اسعيد، عضو لجنة خدمات مخيم البقعة، في حديث لبوابة اللاجئين، أن الأزمة البيئية في المخيم تتجلى في قلة عدد مكبات النفايات، إضافة إلى نقص حاد في أعداد عمّال النظافة، إذ لا يتجاوز عدد العاملين حوالي 40 عاملًا فقط، جميعهم معينون من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وأوضح أن هذا العدد غير كافٍ لتغطية كامل المخيم، ما يضطر الوكالة أحيانًا للاستعانة بعمال مياومة يتجاوز عددهم 50 عاملاً، يعملون فقط في الفترة الصباحية دون تغطية مسائية. وأضاف أن الاحتياج الفعلي لا يقل عن 200 عامل لضمان نظافة كافية للأحياء والمرافق.

وأشار إلى أن وعي السكان أيضًا يلعب دورًا في الحد من الأزمة، إذ تختلف درجة الالتزام بالنظافة من منطقة إلى أخرى داخل المخيم، حيث يبدي بعض السكان حرصًا أكبر في أثناء التخلص من النفايات.

تكرار الأزمة سنويًا وتداعيات تقليص خدمات "أونروا"

من جهته، قال صلاح أبو عطوة، عضو مجلس محافظة البلقاء عن مخيم البقعة، في حديث لبوابة اللاجئين، إن أزمة النفايات "قضية قديمة متجددة" تتكرر سنويًا في التوقيت نفسه، مرجعًا ذلك إلى تقليص الخدمات من قبل وكالة "أونروا" التي تعتمد على تبرعات الدول المانحة.

وأشار إلى أن المشكلة تتفاقم مع الزيادة السكانية وارتفاع كميات النفايات في المناسبات، خصوصًا خلال عيد الأضحى، الذي يتزامن عادة مع انخفاض عدد عمال النظافة.

وأضاف أن تداعيات الأزمة لا تقتصر على قطاع النظافة فقط، بل تمتد لتؤثر مستقبلًا على الصحة والتعليم، باعتبارها خدمات أساسية تقع ضمن مهام "أونروا"، موضحًا أن تراجع الدعم المالي يتكرر كل عام، ويؤثر على تعليمات العمل داخل الوكالة.

وبيّن أن الحكومة الأردنية تبذل جهودًا دبلوماسية مع الدول المانحة للحد من تداعيات تقليص الخدمات، مؤكداً أنها لا تتدخل في تقديم الخدمات داخل المخيمات حفاظًا على الطابع السياسي والدولي للقضية الفلسطينية.

في المقابل، أشاد أبو عطوة بجهود مؤسسات المجتمع المحلي ومكتب "أونروا" في المخيم، بتنظيم حملات تطوعية دورية للتنظيف والتوعية البيئية.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الملف البيئي مرتبط مباشرة بالدعم الدولي لـ"أونروا"، وأن أي تقليص في هذا الدعم ينعكس سلبًا على نوعية واستمرارية الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد