تواصل سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف أسطول الحرية، إبحارها باتجاه قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار "الإسرائيلي" المفروض على القطاع في إطار استمرار حرب الإبادة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وسط مخاوف متزايدة من اعتراض أو هجوم إسرائيلي قد يستهدف الرحلة في الساعات القادمة.

وأعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، اليوم الأحد 8 حزيران/ يونيو، أن السفينة اجتازت مناطق بالساحل المصري، مؤكدة أنها أصبحت الآن أقرب إلى غزة من أي وقت مضى.

وكتبت اللجنة عبر حسابها على منصة "إكس": "اجتزنا مدينة الإسكندرية، وخلال ساعات نكون شمالي مدينة المنصورة.. متجهين إلى غزة"، مشيرة إلى أن "الساعات القادمة هي الأكثر أهمية في رحلتنا".

وتقل السفينة 12 ناشطًا من جنسيات متعددة، بينهم النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام. وقد نشرت حسن، صباح الأحد، صورًا من الإبحار تؤكد تقدم السفينة نحو هدفها.

والسفينة "مادلين" هي السفينة رقم 36 ضمن أسطول الحرية، وأبحرت في بداية يونيو/حزيران الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي محملة بـ مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية، في مهمة رمزية وإنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.

وفي سياق متصل، كانت هيئة البث العبرية قد كشفت مؤخرًا أن حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" قررت منع السفينة من الاقتراب أو الرسو في سواحل غزة، على الرغم من توجه سابق بالسماح لها طالما لم تُشكل تهديدًا أمنيًا. إلا أن القرار تغير لاحقًا "لمنع خلق سابقة قد تتكرر"، وفق الهيئة.

ولاحقاً ذكرت هيئة البث أن جيش الاحتلال يعتزم الاستيلاء على السفينة "مادلين" المتجهة لغزة، ونقلها إلى ميناء أسدود، واعتقال وترحيل النشطاء.

مهمة إنسانية لتصحيح التاريخ

وفي تصريح خاص لصحيفة "القدس العربي"، قال الناشط البرازيلي "تياغو أفيلا"، أحد أعضاء طاقم السفينة، إن الفريق يقوم بـ"مهمة تاريخية لتصحيح التاريخ" على أبواب غزة، مؤكدًا أن الأيديولوجيات القائمة على الكراهية، التي تتبناها دولة الاحتلال، مصيرها الزوال.

وأضاف: "لا تخافوا من كراهيتهم ولا من قوتهم القمعية، فكل الإمبراطوريات سقطت وكل الأيديولوجيات الكارهة زالت. نحن هنا من أجل هذه المهمة الأخلاقية. ندعو العالم للوقوف مع فلسطين، والنهوض من أجل بناء عالم خالٍ من الاستغلال والقمع".

وعلق على التهديدات "الإسرائيلية "بمنع السفينة من الوصول إلى غزة، بالقول: "نحن لا نخافهم. كل ما لديهم هو أسلحتهم وكراهيتهم وعنفهم. ونحن لدينا كل ما تبقى، لدينا الأغلبية الاجتماعية، لدينا التضامن والحب، كما أن التاريخ إلى جانبنا".

وأشار أفيلا إلى أن السفينة أصبحت على بعد أقل من 300 ميل بحري من غزة، معربًا عن أمله في النجاح بفتح ممر إنساني للشعب الفلسطيني.

جهات ومنظمات دولية تطالب بحماية السفينة

من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية أن سفينة "مادلين" تمثل "مبادرة تضامنية سلمية يجب أن يسمح لها بأداء مهمتها بأمان بعيدًا عن أي هجوم أو ترهيب".

ودعت في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، إلى رفع الحصار غير القانوني عن غزة والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق كما دعت إلى وقف الإبادة الجماعية الجارية.

وفي السياق ذاته، وقع أكثر من 200 برلماني أوروبي رسالة تطالب بتأمين ممر آمن للسفينة وضمان سلامة ركابها.

كما حثّت منظمة "كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط" رئيس الوزراء الكندي مارك كارني على اتخاذ خطوات فورية لحماية السفينة، معتبرة أن منع أو مهاجمة "مادلين" يُعدّ جريمة حرب قائلة: "السفينة لا تشكل تهديدًا، بل هي شريان حياة لشعب محاصر يواجه المجاعة والإبادة الجماعية".

وقالت المنظمة على "إكس": "من المتوقع أن تصل سفينة مادلين وهي سفينة مساعدات مدنية يديرها تحالف أسطول الحرية (FFC)، إلى غزة يوم السبت 7 يونيو/حزيران، محملة بمساعدات إنسانية عاجلة تشمل حليب أطفال، ومستلزمات طبية، وأغذية، وفلاتر مياه.

وقال مايكل بوكيرت، القائم بأعمال رئيس تحالف كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط: "لا تُشكّل مادلين تهديدًا. إنها شريان حياة لشعب محاصر يواجه المجاعة والإبادة الجماعية".

وأضاف: "إذا ادعت كندا دعمها لنظام دولي قائم على قواعد، فعليها أن تدافع عن حقوق الجهات المدنية التي تقدم المساعدات، وأن تعارض أي عمل عدواني ضدها" مضيفاً: "يجب على كارني أن يُقرّ بأن منع أو مهاجمة هذا الأسطول يُعدّ جريمة حرب بكل بساطة".

تجدر الإشارة إلى أن سفينة "الضمير"، التي حاولت كسر الحصار في مايو/أيار الماضي، تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة أدى إلى ثقب في هيكلها واندلاع حريق في مقدمتها، وهو ما أثار انتقادات دولية وحقوقية واسعة.

وفي ظل هذه التطورات، تسود مخاوف من هجوم "إسرائيلي" محتمل على "مادلين"، خاصة في ظل التصريحات المتكررة من الاحتلال برفضه لأي محاولة لكسر الحصار ويأتي هذا في وقت يعيش فيه سكان غزة كارثة إنسانية متفاقمة في ظل انتشار المجاعة مع استمرار الحرب "الإسرائيلية" وإغلاق المعابر وسط منع دخول المساعدات من الغذاء والدواء والوقود.

 

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد