واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته العنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة تركزت على مواقع توزيع المساعدات ما أسفر عن ارتقاء نحو 52 شهيدا منذ فجر اليوم الثلاثاء 10 حزيران/ يونيو، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية خروج مستشفى الأمل عن الخدمة بمدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وفي اليوم الـ85 من استئناف الحرب على قطاع غزة، جدد الجيش "الإسرائيلي" استهدافه للفلسطينيين الذين خرجوا للحصول على بعض من المساعدات حيث أطلق نيرانه الكثيفة التي قتلت 20 شخصا في أثناء انتظارهم لتلقي مساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع.
وأعلنت مصادر طبية انه خلال الـ24 ساعة الماضية، استشهد نحو 69 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال وطالبي المساعدات في مراكز التوزيع.
وفي مدينة دير البلح أعلن الدفاع المدني عن استشهاد 8 أشخاص جراء قصف جوي شنه الاحتلال على الطابق العلوي من منزل عائلة أبو شاويش، باستخدام طائرة انتحارية.
كما وصل إلى مستشفى العودة عدد من الشهداء والجرحى الذين أصيبوا إثر إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم بالقرب من موقع توزيع المساعدات الإنسانية في مخيم البريج.
وكانت مستشفيات العودة والأقصى قد أعلنت استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 100 آخرين بنيران قوات الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات وسط قطاع غزة. أما بمدينة غزة أعلنت مديرية الخدمات الطبية عن استشهاد 3 مسعفين بنيران الاحتلال أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في حي التفاح بغزة.
جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ينذر باخلاء مخيم جباليا
بينما شمالي قطاع غزة، شن الجيش "الإسرائيلي" سلسلة غارات جديدة في استهدف خلالها منازل في منطقة جباليا البلد أسفرت عن ارتقاء 9 فلسطينيين.
وفي تطور خطير وجه الجيش "الإسرائيلي" إنذارًا بإخلاء مخيم جباليا وأحياء الكرامة وعبد الرحمن والنهضة شمالي قطاع غزة.
وجاء في بيان صادر عن الجيش أن "قواته تعمل بقوة شديدة جداً في مناطق وجود السكان لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية"، زاعمًا أن "كل عملية إطلاق نار أو هجوم سيتم الرد عليه بشكل صارم".
وأضاف البيان: "من أجل أمنكم، غادروا فورًا نحو الجنوب"، محذرًا من أن "العودة إلى مناطق القتال تشكل خطرًا على الحياة".
وجنوبي قطاع غزة، قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خيام النازحين خلف صالة "دريم بلس" غربي خانيونس، مما أسفر عن ارتقاء شهداء في صفوف المدنيين الذين لجأوا إلى المنطقة هربًا من القصف المتواصل.
الصحة العالمية تحذر من توقف مشفى في خان يونس
وفي سياق متصل، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، من أن مستشفى "الأمل" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة أصبح "عمليًا خارج الخدمة" نتيجة تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في محيطه، مما يعيق وصول المرضى ويحول دون تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة.
وأوضح غبريسوس في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن المستشفى لم يعد قادرًا على استقبال أي حالات جديدة، رغم وجود مرضى بحاجة ماسة للعلاج.
كما أشار إلى أن استمرار الحصار العسكري والهجمات المتواصلة على المرافق الصحية يؤدي إلى وفيات يمكن تجنبها.
وأضاف المسؤول الأممي أن فرق الطوارئ الطبية لا تزال تعمل وسط ظروف بالغة الخطورة وبإمدادات طبية محدودة، نتيجة لاستمرار العدوان وتدمير البنية الصحية في القطاع.
وأكد غبريسوس أن إغلاق مستشفى "الأمل" يترك مجمع ناصر الطبي كمرفق صحي وحيد يضم وحدة رعاية مركزة في خان يونس، في وقت يشهد فيه القطاع أزمة صحية متفاقمة وانهيارًا شبه تام للنظام الصحي المحاصر.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أن مستشفيي الأمل وناصر يعملان فوق طاقتهما، بينما يتواصل تدفق الجرحى بسبب القصف "الإسرائيلي" المتواصل، في وقت يعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من شهرين.
وكانت وزارة الصحة قد أكدت أن عدد المستشفيات العاملة في قطاع غزة يبلغ 19 مستشفى، بينها ثمانية مستشفيات حكومية و11 خاصة، بينما تعمل فقط جزئيًا، من أصل 38 مستشفى. كما توجد تسعة مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة في ظل استمرار العدوان "الإسرائيلي".