أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال واعتداءاتها التي طالت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء 17 حزيران/يونيو، في إطار استمرار العدوان على مخيمات ومدن الضفة المحتلة.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي في القدم، إحداهما في بلدة بير نبالا والأخرى في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، وذلك خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال لهذه المناطق.
وشنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات موسعة طالت عشرات الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون وفتيان، عقب مداهمات وعمليات تفتيش استهدفت منازل المدنيين، وسط انتشار عسكري مكثف.
ففي مخيم الفارعة للاجئين جنوب طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال الفتى رائد فارس تايه (17 عامًا) عقب اقتحام منزله فجرًا، كما اعتقلت الفلسطينيين قيس صوافطة وعبد السلام عنبوسي من المدينة.
أما في مخيم الجلزون للاجئين شمال رام الله، فقد شهد اقتحامًا عنيفًا أسفر عن اعتقال عدد من الشبان، وتخريب صرح الشهداء، إلى جانب تدمير ممتلكات تجارية، واعتقال الشيخ محمد صالح عليان مجددًا.
وشملت الاعتقالات كذلك بلدات وقرى في بيت لحم وقلقيلية وطولكرم ونابلس، حيث اعتقل الاحتلال الشقيقان حيدر وحسني أبو شنب في طولكرم، وداهمت قواته قرى إماتين وجيوس وفرعتا شرق قلقيلية، واعتقلت 9 فلسطينيين من بلدة إماتين.
وفي جنين شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جبع جنوب المدينة، حيث أجبرت عددًا من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم بالقوة، ومنعتهم من العودة إليها لمدة 72 ساعة، خصوصًا في منطقة أبو الحور.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت منازل وسط البلدة، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، كما فرضت منعًا للتجول، ونشرت قوات مشاة على أطرافها.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى منطقة ترسله الواقعة بين جبع وصانور، في مشهد يُشير إلى نية الاحتلال تصعيد الضغط الميداني في محافظة جنين.
وفي نابلس، اقتحم الاحتلال عدة أحياء في المدينة وقرية تل، حيث دنّس مسجد القرية وأجبر المصلين على مغادرته.
في الأثناء، واصل الاحتلال حصار مخيم عسكر الجديد للاجئين، وفرض حظر تجول شامل، وحوّل عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية، واعتدى على الأهالي بالضرب، ما أسفر عن نقل عدد منهم إلى المستشفيات.
هدم منزل المعتقل عز الدين المسالمة في بيت عوا
وفي سياق سياسة العقاب الجماعي التي ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين، فجّرت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" منزل المعتقل عز الدين سلامة المسالمة (28 عامًا) في بلدة بيت عوا غرب محافظة الخليل.
وقال رئيس بلدية بيت عوا، محمد المسالمة، لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا": إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعدد كبير من الآليات العسكرية، وفرضت طوقًا أمنيًا في محيط المنزل قبل تفجيره، ما أجبر عشرات العائلات المجاورة على إخلاء منازلها بشكل قسري.
وأضاف أن التفجير طال الطابق الأرضي من المنزل المكوّن من ثلاثة طوابق، ويؤوي أكثر من عشرين فردًا من عائلة واحدة، مما أسفر عن تشريدهم وتركهم دون مأوى.
يذكر أن المعتقل عز الدين المسالمة كان قد اعتقل في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وتأتي هذه الجريمة في إطار سياسة هدم المنازل التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق عائلات الأسرى والشهداء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.