شهدت المخيمات الفلسطينية في الأردن، خلال الهجوم الصاروخي الإيراني على الكيان "الإسرائيلي" موجةً غير مسبوقة من التفاعل الشعبي، بعد أن عبرت عشرات الصواريخ أجواء المملكة، مرورًا بمناطق عدة تضم أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين، مثل مخيم البقعة والحصن ومادبا، وسط حالة من الفرح عمّت بين الأهالي الذين اعتبروها انتقاماً لدماء شهداء غزة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تداول سكان عدد من مخيمات اللاجئين في الأردن مقاطع مصورة التقطوها بأنفسهم، توثق مرور الصواريخ في السماء، وسط مشاعر من الحماسة، والفرح، والتفاعل الجماعي، خصوصًا في ظل شعورهم بأن هذه الضربات جاءت ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين لتذيقهم بعض مما أذاقوه للأهالي في قطاع غزة.
فرحة وتفاعل يومي في مخيم الحصن للاجئين
بالكثير من الحماس والترقب يترقب لاجئو مخيم الحصن المعروف أيضاً باسم "مخيم الشهيد عزمي المفتي" مرور الصواريخ الإيرانية في أجواء الأردن ليقوموا بمتابعتها كالشهب التي تمثل لوحة فنية في سماء المخيم ثم يلتقطوا لها الصور والفيديوهات وفي أحيان أخرى يحييونها كونها متوجهة لضرب كيان الاحتلال غير مكترثين بصافرات الإنذار أو تحذيرات السلطات بضرورة توخّي الحذر.
ويقول الناشط ومسؤول نادي الكرمل اللاجئ ركان محمود، أحد سكان مخيم الحصن: "عشنا لحظات لا توصف، كان هناك فرح عارم بين الأهالي، وكأن الصواريخ حملت معها شيئًا من الأمل والكرامة، وصرنا ننتظر كل مساء بفارغ الصبر ظهورها مجددًا. كثير من الشباب صعدوا إلى أسطح المنازل يتابعون المشهد لحظة بلحظة، ويتفاعلون عبر منصات التواصل الاجتماعي".
وأكد محمود لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنه لم تسجل أي إصابات أو سقوط شظايا في منطقة المخيم.
تأييد وفرح بالصواريخ الإيرانية في مخيم مادبا
بينما في مخيم مادبا أصغر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن فلم تشكل الصواريخ الإيرانية بمرورها أية مخاوف لدى الأهالي بل على العكس من ذلك عبر سكان المخيم عن فرحهم واعتبروه رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق قطاع غزة وأهلها.
وعبّر الناشط حسان أبو سرور من مخيم مادبا، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن فرحة الأهالي للضربات الإيرانية على كيان الاحتلال معتبرين أنها رد طبيعي على الجرائم اليومية ضد أهالي غزة.
وأضاف: "الناس هنا تؤمن أن الصمت لم يعد مجديًا، وأن أي خطوة تُشعر الاحتلال بالخوف، تعني الكثير لنا".
في مخيم البقعة الصواريخ الإيرانية تمثل انتقام لدماء الغزيين
اما مخيم البقعة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن فلم تمر الصواريخ الإيرانية بشكل عادي أيضاً، بل علت التحيات وأصوات الفرح من الأهالي الذين استقبلوها بجو من الفرح والتفاعل.
وقال عضو لجنة خدمات مخيم البقعة هيثم أبو اسعيد لبوابة اللاجئين: "إن الأهالي لم يشعروا بالخوف إطلاقًا رغم قرب مسار الصواريخ من سماء المنطقة".
وأضاف: "لم تسقط أي شظايا داخل المخيم، والأجواء كانت هادئة ومليئة بالفرح والتفاعل. الجميع شعر بأن العدو بدأ يتذوق قليلًا مما يعانيه أهل غزة منذ شهور طويلة تحت القصف والدمار".
وكانت الجهات المختصة والسلطات في الأردن قد أصدرت تنبيهات لسكان المناطق المتأثرة بمرور الصواريخ، دعتهم فيها إلى الابتعاد عن أي أجسام غير معروفة في حال العثور عليها، حفاظًا على السلامة العامة إلا أنه لم يرصد سقوط أية أجسام أو شظايا صاروخية داخل مخيمات اللاجئين.
وبدأت إيران الأسبوع الماضي تنفيذ ردها العسكري على الضربات "الإسرائيلية" التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها، عبر إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه أهداف وصلت إلى عمق كيان الاحتلال في المدن الفلسطينية المحتلة أبرزها حيفا وسط توتر إقليمي في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية والأممية من انفجار شامل في المنطقة.